يبدو ان ما يقوله الأجانب عن العقلية العربية سليم مائة في المائة. الا اننا نكابر. نكابر بفعل اعتزازنا بعروبتنا من ناحية ونكابر لاننا تعلمنا أو ان هناك من علمونا الا نصدق فيما يقوله الغرب والاجانب عنا. الا ان المتابع للمواقف العربية الرسمية خلال الفترة الأخيرة يدرك ان هناك خللا بالفعل في العقلية العربية. تلك العقلية التي يقول عنها فلاحو مصر انها لا تميز بين من يعلمها الوضوء والطهارة ومن يتركها علي جنابة أمور كثيرة وصغيرة الا انها مترابطة ونكشف ان هناك من العرب وللاسف الشديد من لا يريد لمصر ان تنهض ومن لا يرغب ان يري مصر تعود إلي دورها القيادي والتاريخي كقوة اقليمية يجب ان يحسب لها ألف حساب.
هناك من لا يرغب بالفعل الا يري مصر ويتمني من كل قلبه ان تظل في اضطرابها وان تبقي في أوضاع الحاجة والخنوع وعندما يكتشف ان كافة طرق الحصار لا تجدي مع مصر. يلجأ إلي اساليب المكايدة التربص ولعب الصغار والحقيقة ان الفترة الأخيرة الماضية شهدت احداثا يصعب وصفها وتحركات دبلوماسية يسهل متابعتها وسير اغوارها واهدافها ولنبدأ من المؤتمر الافريقي العربي الذي عقد في غينيا الاستوائية والذي انسحبت فيه المغرب بسبب حضور وفد الجمهورية العربية الصحراوية وتبعتها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة إلي اليمن والصومال وغضبت الدول المنسحبة من استمرار مشاركة مصر في أعمال المؤتمر ورغم ان رئاسة الجمهورية في مصر اصدرت بيانا اوضحت فيه انها لا تعترف بالجمهورية الصحراوية الا انها تعلم ان جبهة البوليساريو عضوا في الاتحاد الافريقي موقف بقامة مصر. الا ان هناك بعض القامات الصغيرة والقصيرة والابواق الاعلامية الصدئة التي صرحت بأن موقف مصر هذا مغازلة للجرائر وطمعاً في بترولها وغازها هذه الاقلام الصغيرة.
قد لا تعرف عمق العلاقة المصرية الجزائرية وان الجزائر هي البلد الوحيدة الذي اذا قدم مساعدة لمصر لا يعلن عنها ابداً الا ان كشفتها القاهرة وهذا ما حدث في أزمة المحروقات العام الماضي حيث قدمت الجزائر وعلي وجه السرعة ما يسد العجز في الاحتياجات المحلية ورغم ذلك كله فان العلاقة الممتدة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي وحتي الآن تتميز بالثقة والاخلاص والاحترام الذي تفتقده كثير من العلاقات الدولية.
أمور جديرة بالمتابعة الا ان الفم مليء بالماء وهناك من يظن ان اثيوبيا وسد النهضة شوكة في ظهر مصر والحقيقة أنه شوكة ولكنها ليست في ظهر مصر أو قلبها. مجرد شوكة بسيطة في قدمها سيتم التعامل معها اجلا أو عاجلا.. اخبار بسيطة وقصيرة وسريعة ولكنها جديرة بالمتابعة والرصد زيارة الملك محمد السادس إلي دول شرق أفريقيا ووسطها ومنها زيارته إلي اثيوبيا وزيارة رئيس الوزراء الاثيوبي إلي السعودية انه قليل من كثير. قليل من السياسة يفسد المعدة والعقل والمزاج العربي وهناك من لا يصدقه الغرب للاسباب التي ذكرت.