سامى عبد الفتاح
سؤالان بريئان لوزيري الداخلية والرياضة
سؤال برئ جداً.. هل هناك إصرار من الدولة بعدم عودة جماهير الكرة إلي الملاعب. أم أن هناك جهوداً حقيقية لإنهاء هذه المسألة. التي زادت علي حدها؟.. وقبل أن أخوض في الاجتهاد للاجابة علي السؤالين. أقول واعترف ان طرحهما بهذه الكيفية لا يجوز لأنه إذا كانت الاجابة علي السؤال الأول بنعم. فإن السؤال الثاني ليس له أي معني. وإذا كانت الإجابة علي السؤال الثاني بنعم. فليس هناك مبرر للسؤال الأول..لكني أردت طرح السؤالين معا. لنقطع الشك باليقين. ونحن نحاول الاجابة عليهما معا.. ومن غرائب الأمور ان الاجابة علي كلا السؤالين هي "نعم"..فهناك إصرار من الدولة علي عدم عودة الجماهير للملاعب في الوقت الحالي. وتأكد هذا التوجه الرسمي والحكومي في مؤتمر الشباب الأول الذي عقد في شرم الشيخ خلال أكتوبر الماضي. وفي الندوة التي حضرها الرئيس السيسي بنفسه. وظهر ان الجميع يدير لهذه المسألة ظهره ويتبرأ من تحمل مسئولية عودة الجماهير في الوقت الحالي. وربما في القريب العاجل أيضا..وانكشف المستور. عندما تطوع وزير الشباب والرياضة في تقديم المبررات لهذا المنع المستمر منذ 4 سنوات بدعوي أن الحرص علي البيوت العمرانة من العاملين في الميدان الرياضي. أفضل مائة مرة من متعة المشاهدة والمعايشة في الملاعب. ثم وقوع كارثة تحرق الأخضرواليابس وتخرب بيوت العاملين في هذا القطاع إذا ما أصابه الشلل.
وبهذا الملخص. تم إغلاق ملف عودة الجماهير من الحكومة. دون مناقشة من أحد.. وقد احسست شخصيا أن وزير الشباب والرياضة قال هذا الملخص من وراء قلبه وعن غير اقتناع. لأن هذا الكلام هو طلب وتوجه الحكومة وفي مقدمتها وزير الداخلية الذي لم ينطق بكلمة في هذه الندوة.. وخرج منها في منتهي السعادة.
أما الاجابة علي السؤال الثاني. فهي أيضا "نعم" لأن نفس وزير الشباب والرياضة. تراه منتشيا بالحضور الجماهيري الرائع. الذي كان بالآلاف في ستاد برج العرب. في مباراتي الزمالك والمنتخب أمام صن داونز والمنتخب الغاني وبكل الشجاعة يتحدث عن أن هذا الحضور النموذجي سوف يفتح كل الأبواب لعودة الجماهير.. ويملأ بتصريحاته الصحف والقنوات الفضائية وعندما يحضر اجتماعات مجلس الوزراء لا يتكلم. لأن وزير الداخلية هو صاحب الحق الوحيد في الكلام الحكومي عن هذا الملف وصاحب الحل والربط في المسألة من أولها لآخرها. ويصر وزير الداخلية علي الصمت التام. رغم ان المتغيرات علي الأرض كثيرة وايجابية جدا. ومنها ما يعطي مؤشرات مطمئنة للاستثمار والسياحة لأن الأمن أصبح أفضل وأقوي ونريده ان يكون "أذكي" ايضا بأن يقدم للعالم شهادة قدرة وثقة بالنفس في ملاعب كرة القدم وكل الالعاب الأخري.. فالدوري المصري لكرة القدم له سمعته في كل منطقة الشرق الأوسط وله صداه أيضا في أوروبا ولكن حالة السرية التي لم يعد لها مايبررها تضر به كثيرا وتعطي انطباعات ذهنية غير ايجابية للبلد. قد تضر بالاقتصاد والسياحة والاستثمار حتي في المجال الرياضي نفسه. ويكفي ان مدرب مثل الفرنسي كارثيرون رحل عن مصر لانه لا يضمن الحصول علي راتبه بالدولار ومدرب مثل مارتن يول رحل ايضا لأنه تعرض لحادث أمني تافه.. ومثل هؤلاء لن يذكروا مصر بالخير ابدا والحل يا سيادة الوزير ان تكتمل شجاعتنا جميعا ونقدم لمصر ما تستحقه من إظهار لكامل قوتها فمن عندكم القرار ومنا جميعا التكاتف والمساندة لتحقيق النجاح وتعود الروح لملاعبنا مرة أخري.