حكوماتنا الذكية يبدو أنها تفكر بحق خارج الصندوق وليس تفكيرا تقليديا، لأن تفكير حكومتنا تغير بدرجة غير مسبوقة علي الاطلاق واخترعت طريقة جديدة لإصدار القرارات المهمة والخطيرة، ولكي تؤكد حكومتنا أنها قوية ولا تخاف في الحق لومة لائم وأن يدها ليست مرتعشة لكنها تستطيع أن تبطش بكل من يقف أمامها محاولا أن يبعدها عن تحقيق أهدافها أو يثنيها عن اداء المهام الملقاة علي عاتقها!
طبعا عايزين ما يؤكد ما أقول .. بسيطة شفت القرار العنتري المفاجئ والعبقري الذي أصدره المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة باعفاء الدواجن المستوردة من الرسوم الجمركية، وفور صدور القرار الذي يدمر صناعة الدواجن ويخدم حفنة من المحتكرين والمتربحين من سلسلة الازمات التي تصنعها حكومة اسماعيل بسبب قراراتها غير المدروسة، وفي نفس الوقت يخرب بيوت أصحاب مزارع الدواجن الذين استطاعوا توفير احتياجات الشعب المصري من الدواجن رغم الصعوبات والعراقيل والعقبات التي تضعها أمامهمالحكومة من عدم توفير الاعلاف والغذاء المطلوب للمزارع والادوية والعلاج لتحصين الدجاج وتوفر هذه السلعة للمواطن بسعر مقبول، رغم تعرض البعض منهم لخسائر لكنهم ماضون في كفاحهم وعملهم وانتاجهم، بل إنهم استطاعوا تصدير كميات ليست قليلة من الانتاج المصري للخارج.
بدلا من تشجيع المنتجين علي نجاحهم وصمودهم، فإن حكومة اسماعيل أبت علي نفسها إلا أن تنكد عليهم حياتهم وتدمر هذه الصناعة الناجحة ، وبعد صراخ المربين والمستهلكين نتيجة الاستيراد ورفع الاسعار واختفاء السلعة. أفاق رئيس الحكومة وشكل لجنة عليا لبحث الآثار السيئة من المسئولين وغير المسئولين واستبعد منها المسئول الاول عن صناعة وتربية الدواجن وهو وزير الزراعة.. شفتم التفكير خارج الصندوق بقي إزاي ؟!.