محمد عبد القدوس
ليس من الإسلام (الانغلاق على الذات)
دعوة الإسلام دعوة عالمية ومحمد عليه الصلاة والسلام كان يتعامل مع الجميع، ودليله في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة إنسان كافر لم يؤمن به!! ومات سيدنا النبي ودرعه مرهونة عند يهودي! وإذا جئنا إلى العصر الحديث نجد أن المرحوم حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الذي مات شهيدًا بدأ دعوته بالإسماعيلية في المقاهي بين أناس غير متدينين واستطاع اكتساب ستة من الشباب كانوا نواة جماعته! ويلاحظ أنه نجح في الوصول إلى جامعة القاهرة والمدارس الثانوية وأصبح الطلاب قوة ضاربة في الإخوان وكانت تلك المؤسسات التعليمية بعيدة عن الفكرة الإسلامية وخاضعة تمامًا للنفوذ الغربي وتأثير فكر الخواجات!! ومن أهم سلبيات التيار الإسلامي، التي لاحظتها دومًا، الانغلاق على الذات، فتجد الشاب المتدين من هؤلاء لا يصاحب إلا أمثاله، وقلبه يكون متعلقا بهم فقط! أما غيرهم فإنه يتعامل معهم مضطرًا وإذا كانت دعوته تلزمه بدعوة الآخرين من غير المتدينين فإنه يفعل ذلك من باب الوعظ والإرشاد وتأدية الواجب، مع أن من أول شروط نجاح الدعوة أن يكون قريبًا منهم، والشاب بطبعه يكره من يوعظه ويحب من ينجح في الوصول إلى قلبه وعقله بعيدًا عن المواعظ! وبالطبع هناك شباب رائع يتعاملون مع الجميع وأراهم أفضل دعاية لإسلامنا الجميل لكن هؤلاء للأسف قلة. وإذا جئنا إلى البنات المحجبات من التنظيمات الإسلامية تجد تلك البلوى أشد وأنكى!! فالفتاة التي ترتدي الزي الشرعي، تجدها لا تصاحب غير المحجبات، إلا قليلاً أو نادرًا! أما تلك التي ترتدي النقاب فتقطع صلتها بالدنيا وتشعر بالغربة فيها!! وبالطبع هناك استثناءات في كل ذلك لكنها للأسف قليلة! وقد لاحظت أن تلك التي ترتدي الحجاب ولم تكن محجبة من قبل تقوم بتغيير حياتها بالكامل وكأنها قد دخلت الإسلام من جديد!! وتقطع صلتها بأصحابها القدامى اللواتي لم يعرفن الحجاب!! ومن حق هؤلاء البنات اتهامها بالتشدد والانغلاق، وهذا ما تحدثت عنه من قبل ووصفته بالحجاب الخائب!! عجائب.