المصريون
رضا محمد طه
تلاكيك للتنفيس
امس ذهبت كي أشتري بعض حاجياتنا من محل للبقالة وأثناء تلبية طلباتي أخذ صاحب المحل-وهو معلم بإحدي مدارس التعليم الفني-ويدير محله بعد الإنتهاء من عمله- يشتكي من تكرار تغيير قائمة الأسعار بالمحل والتي يكاد يقوم بذلك يومياً، والتي كان التغيير من قبل يحدث علي فترات بعيدة قد تستغرق سنين، ثم أردف يسأل قائلاً متي تستقر الأسعار وإلي أين سنصل؟ حيث أن تجار الجملة يخبرونه وأمثاله بأن الأسعار ما زالت غير مستقرة ولم تصل بعد لسقف يتوقفون عنده. علي أتفه الأسباب وللتنفيس عن الناس في المواصلات العامة أو من خلال التعاملات العادية أو حتي بين أفراد الأسرة الواحدة ومن فرط الحساسية والتلكيك لبعضهم البعض أصبحوا يمادون في الإندفاع بالتلاسن أو تبادل السباب بينهم وقد تصل للتشابك بالأيدي بما يعكس فقدانهم للثبات الإنفعالي، بل وأصبحنا نقرأ أو نسمع عن من أشعل النار في نفسه لعدم قدرته علي كفاية أسرته من متطلبات الحياة العادية أو البطالة وغيرها مثل الأب الذي إستمر في ضرب إبنته ذات العشر سنوات حتي فاضت روحها كما لو أنه تقمص –وهو شارد ومملوء غِلاً-دور من يضرب الفقر والفاقة وقلة الحيلة. وسط تلك الأجواء نشرت بعض الصحف أخبار إستفزازية عن حفلة سوف يحييها أحد المطربين المشاهير في ليلة رأس السنة وأن منظمي الحفل أعلنوا أنه المحجبات ممنوعون من الحضور لأنه سوف يكون بها خموراً، مما يعكس فصام وإنفصال للبعض عن واقع حياة المواطنين العاديين، كما تعكس أيضاً إغتيالاً معنوياً لبعض فئات المجتمع، فبدلاً من الإعلان عن مبادرة من هؤلاء الفنانين أصحاب تلك الحفلات للمساهمة بجزء من عائد حفلاتهم لدعم الفقراء أو المرضي أو المحتاجين عموماً، نجد بعضهم يتفاخرون بأن بإستطاعتهم التحكم في الناس وإذلالهم، كل ذلك وهناك صمت مطبق من قبل المسئولين، بل الإغرب ما نعلمه من نية الحكومة في التضييق علي الناس وحصارهم من ناحية أعمال الخير التطوعية في محاولة للسيطرة علي منظمات المجتمع المدني والأهلية والتي كانت من قبل إيجابية وتصب في صالح الفقراء والحكومة أيضاً، ورغم ذلك وكما قال أحد شعراء العامية المصريين: "إزاي وأنا صبري إنتهي........لسة بشوف فيكي أمل؟".

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف