حمدى الكنيسى
كلام من لهب ! .. الشيخ زايد يطل علينا.. ليقول الكثير
عندما اندلعت »ثورات» تونس ومصر وليبيا واليمن.. أطلَّ علينا »الزعيم جمال عبدالناصر» عندما حمل ملايين الثوار المتظاهرين »صورته» للرغبة في استعادة سيرته ومنهجة وانجازاته للتنمية والعدالة الاجتماعية والطهارة الثورية.
وعندما احتشد الشعب الإماراتي الشقيق ليحتفل في حضور قادة وزعماء عرب وأجانب بالعيد الوطني الخامس والأربعين لدولة الامارات العربية المتحدة أطلَّ علينا »الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» خاصة لدي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار المشاركين في الاحتفال لضريحه عرفانا وتقديراً لدورة التاريخي في لم شمل الإمارات المتناثرة وإرساء دعائم »دولة الامارات العربية المتحدة» التي انطلقت فورا بفضل قيادته وحكمته لتحتل مكانة عربية وإقليمية يشهد بها الجميع، ولعل الرجل الكبير »الشيخ زايد» قد بدت علي ملامح وجهه الذي أطلَّ علينا مشاعر الحزن والأسي لما أصاب الأمة العربية من فرقة وتبيان وتباعد الآراء والمواقف مما أضعفها وجعلها فريسة متاحة لأعدائها، يُمزقون دولها، ويُشعلون نيران الفتنة والصراع الدموي، وكأن القادة والزعماء - الاشاوس!! قد فقدوا البصر والبصيره وعجزوا عن رؤية أبعاد المخططات والمؤامرات الأجنبية التي تستهدف كُل الدول - بلا استثناء - للقضاء علي حقيقة ومفهوم الأمة العربية حتي تخرج نائيا من التاريخ والجغرافيا خاصة في ظل التطورات العالمية التي قد تؤدي إلي »نظام دولي جديد» لا مكان فيه للكيانات الصغيرة المتشرذمة.
هكذا يُطلّ علينا الرجل الوطني القومي صاحب التاريخ العربي المحترم وقد اكتست ملامحه بتلك المشاعر الحزينة، لكنه بالتأكيد وكما عرفناه عنه - من قدرة علي تجاوز الأسي والقلق، سوف يثبت بالأمل، ويطلق صوته القوي العميق منُاشداً ومطالباً أبناءه ورفاق دوره التاريخي الذين نجحوا في إحراز المزيد من التقدم بأن يجعلوا مهمتهم الحالية العاجلة تكثيف الجهود و المحاولات لرأب الصرع، ولّم الشمل العربي، ومن ثم إغلاق ملف الخلافات والإسراع في توحيد الرؤي والمواقف خاصة في القضايا الملتهبة مثل الأزمة أو المحنة السورية، والمحنة الليبية، والمحنة اليمنية، والمحنة العراقية، خاصة إنه قد صار جلياً واضحاً لكل ذي عينين أن عدم التوافق والانزلاق إلي المزايدات والشعارات والخلافات.. قد ضاعف من تلك المحن والأزمات لتمتد عاجلا أو آجلا لبقية الدول العربية.
تري هل تكون رسالة الشيخ زايد - في إطلالته علينا - قد بلغت أبناءه ورفاقهم، ليستثمروا مكانتهم الخاصة الطيبة لدي معظم القادة والزعماء، بالدعوة العاجلة إلي »مؤتمر قمة شعارهُ المصالحة مع المصارحة والتحذير من مخاطر الشعارات والصراعات الطائفية، والتأكيد علي ضرورة وحتمية أن يرتفع الجميع إلي مستوي المسئولية التاريخية لينبذوا أفكاراً ومواقف كانوا يتشبثون بها ولم تحقق سوي الارتباك والانقسام طريقا إلي الضعف والانهيار؟!
هل يستجيب قادة الدولة الشقيقة لدعوة مؤسسها العظيم ويقومون بهذا الدور العاجل حتي تستفيد الأمة العربية من التطورات العالمية المتسارعة بدلا من أن تكون من ضحاياها.
هذا ما نتمناه - ونتوقعه من »أبناء الشيخ زايد» ورفاقهم من »آل المكتوم».. المتوهّجين جميعا فكراً وأداءَ جعل من دولتهم نموذجا رائعا في التقدم واستثمار أحدث ما يصل إليه العلم والتكنولوجيا، وذلك إلي جا نب علاقاتهم الوطيدة مع مصر والسعودية.
ولعل ما أعلن عن اتفاق مصري - إماراتي - علي احتواء أزمات المنطقة يكون مقدمة التحرك المنشود.