الجمهورية
طارق الأدور
إعلام العار "5" اتحاد الإعلام لكرة القدم
مازال الحوار عن "إعلام العار" مستمرا ولكننا اليوم نتناول نوعا جديدا من الإعلام ليس له مثيل وبطريقة غير مسبوقة. ويجري في أهم اتحاد رياضي في مصر وهو اتحاد كرة القدم الذي يدير اللعبة الشعبية الأولي والذي تحول فجأة في عصر المجلس الحالي إلي اتحاد الإعلام لكرة القدم.. والإعلام يسبق الكرة لأنه بالنسبة للغالبية العظمي من أعضاء المجلس الحالي الهدف الأول وهو أهم لديهم من كرة القدم وشئونها فهم أرادوا دخول المجلس ليس من أجل سواد عيون الكرة وإنما لتنفيذ برامجهم الخاصة وبالطريقة التي يريدونها وكان الحل الوحيد لتنفيذ ذلك هو دخول مجلس الإدارة.. أما اللوائح والقوانين فإلي الجحيم!!
لائحة النظام الأساسي للاتحادات الرياضية والصادرة بناء علي قانون الهيئات الخاصة للشباب والرياضة منذ 1978 تنص في مادتها الأولي علي أن الاتحاد الرياضي يهدف إلي نشر اللعبة والارتقاء بمستواها وهو الهدف الرئيسي لوجود مجالس الإدارات. وأهم من أن يعمل أكثر من نصف أعضاء المجلس في الإعلام سواء ظاهريا أو من الباطن عن طريق أسهم الشركات المشاركين فيها من الباطن بما يتناقض تماما مع قانون الهيئات الرياضية الذي ينص صراحة علي عدم جواز التعاقد مع أي شركات أو رعاة أو جهات ترتبط بأعضاء مجلس الإدارة أو أقاربهم حتي الدرجة الرابعة. في الوقت الذي ترتبط فيه علي أرض الواقع مصالح أعضاء مجلس الإدارة مباشرة بتلك التعاقدات.
دعنا نناقش الموضوع من البداية وهو حرية الإعلام في توجيه النقد للهيئات الرياضية ومنها اتحاد الكرة بالشكل الذي يضمن ألا يخرج مسار اللعبة عن الطبيعي لذلك كان اتحاد الكرة تاريخيا معرضا لسهام النقد لأنه يدير اللعبة الشعبية الأولي والتي تهم كل المتخصصين وحتي الشارع الذي يعتبر الكرة كالماء والهواء والأكل والشرب.
فأي اتحاد كرة في التاريخ لم يكن يخشي خلال توليه للمهمة إلا عنصرين الأول هو الإعلام الصادق الذي لن يقف أحد في طريقه إذا رأي اعوجاجا في المسار ثم الجماهير التي تتعامل مع الأمور بمشاعرها وبخاصة في حالات الفشل مثلما حدث مع اتحاد الكفتة السابق الذي حدثت خلال فترته مجموعة ضخمة من الإخفاقات.
ما حدث للاتحادات السابقة كان يدركه تماما كل أعضاء اتحاد البيزنس الحالي. فكل الأعضاء الحاليين اكتسبوا خبرات كبيرة في التعامل مع الإعلام ومع البيزنس أيضا وبالشكل الذي جعلهم يفكرون هذا الفكر الشيطاني في استقلال الإعلام.
فإذا كان بعبع اتحاد الكرة طوال السنوات الأخيرة هو الإعلام والجماهير فإن اتحاد البيزنس أدرك تماما أن التحكم في الإعلام يضمن لهم أيضا استمالة الجماهير لأن الإعلام ونقده اللاذع هي الأمور التي تقوم بإثارة الجماهير وإشعالها ضد الاتحادات المتعاقبة لذلك فقد وجدوا ضالتهم في الإعلام.
ورغم أن كل قواعد ومواثيق العمل الإعلامي تمنع اختلاط الأمر بين تولي منصب إعلامي والعمل في هيئة تطوعية مثل الاتحادات إلا أن أعضاء اتحاد البيزنس وقبلهم وزارة الشباب غضوا الطرف عن كل هذا اللبس وانتشر أعضاء مجلس الإدارة للسيطرة علي كل المنابر الإعلامية إذاعة وتليفزيوناً وعجبا لظاهرة أصبحنا نراها يوميا.. أن يقوم عضو مجلس الإدارة من كرسي الإعلامي بمحاورة عضو آخر أو رئيس الاتحاد عن كرة القدم وبالتأكيد لن يخلو الحوار من المجاملات ومن أن كرة القدم عندنا تمر بأزهي عصورها وبالتأكيد لن يحتوي الحوار علي أي انتقادات أو سلبيات لأن زيتنا في دقيقنا في "إعلام العار" الذي تعيشه هذه الأيام.. أما ما يحدث من فساد في ملف "اتحاد الإعلام لكرة القدم" فيستحق وقفة أخري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف