تمامًا مثل التاجر، عندما يفلس، يبحث في دفاتره القديمة! هكذا نحن..
وآخر هذا، الإعلان عن اتجاه الدولة إلى إنشاء مزارع لتربية التماسيح والاتجار في جلودها.. ولحومها.. وشحومها.. والأهم: دهونها.. واسألوا الباحثين عن الشباب الدائم في دهن التماسيح الذي يعطيهم- أو هكذا يعتقدون- إكسير الشباب والكلام كثير عن مزايا دهن التمساح.. وعودة الشيخ إلى صباه!!
ولكن دعكم من دهن التمساح الذي يطلبه الكثيرون، ويستوردونه من السودان، إذ إن التمساح النيلي هو «الأضخم» وهو الأكثر تأثيرًا.. وكيف أن هذا الدهن السحري، هو أهم سلعة تتاجر فيها القبائل على طول مجرى النيل وبالذات من منابعه الاستوائية قبل- وبعد- أن تتحد كل فروعه «الاستوائية» في النيل الأبيض!! ويقال انه ليس موجودًا- بنفس جودته- في التمساح الأمريكي الذي يعيش في حوض نهر المسيسيبي في أمريكا الشمالية.. وفي حوض نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية!!
<< أما في مصر فإن هناك- من الأهالي- من يربي التماسيح من أجل جلودها السميكة التي هي الأفضل في صناعة الجلود والحقائب والأحزمة.. والجاكيت وغيرها.. وربما لذلك تفكر الدولة- كدولة- في إقامة مزارع لتربية التماسيح.. أو في صيدها من بحيرة ناصر بالذات، حيث تتكاثر بشكل كبير.. ولكن المشكلة أن هذه التماسيح تعيش علي أكل كميات كبيرة للغاية من الأسماك في هذه البحيرة.. وهي تحسن اختيار أفضل الأسماك النيلية وأفخمها وبالذات أسماك قشر البياض المشهورة وهي الأفضل في عملية تشفيه الأسماك وتحويلها إلى سمك فيليه يصل سعر الكيلو منه إلى 80 جنيها.. وهي من أشهر الصناعات بالذات في بحيرة فيكتوريا ثم بحيرة إدوار. ورودلف وغيرها، وبالذات في أوغندا وكينيا وتنزانيا وغيرها..
<< فهل يا ترى سوف نكتفي بصيد حصة من هذه التماسيح من البحيرة التي تمتد حوالي 500 كيلو متر داخل وخارج حدودنا الجنوبية وذلك وفق المحافظة على البيئة..وهذا يعني أن نترك هذه التماسيح لتشاركنا في أكل أسماك البحيرة، أم سوف يقتصر المشروع على إنشاء مزارع لها بعيدًا عن البحيرة التي هي كنز أسماك مصر الجنوبي؟! وبذلك سوف نستورد ونقدم للتماسيح الوليدة علفًا تقبله التماسيح.. أم سوف نقوم لها أسماكًا مجمدة نستوردها- أيضا- من نهر الميكونج في الهند الصينية؟!
<< ولقد كنا نسخر من وجود فئة من الحيتان «البشرية» تعيش على امتصاص دماء المصريين.. فقررنا أن نخرج إلى نوع آخر من هؤلاء.. هم التماسيح.. فتقول: هذا حوت.. وهذا تمساح وكلاهما يعيش على امتصاص دماء المصريين..
ولكن يبدو أن الدكتور أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء سوف يعدل من قواعده في تعداد السكان، بعد أن ننجح في إنشاء مزارع التماسيح ونقوم بتصدير جلودها الثمينة.. ونحصل نحن علي دهن التمساح.. لزوم زيادة النسل.. والسهر والفرفشة..
<< ولا يبقى لنا إلا أن نقول: هي ناقصة تماسيح.. وألا يكفينا حيتان مافيا الاستيراد ومافيا التجار الجشعين.. لندخل عصر مافيا التماسيح..
والله حرام عليكم.. وبلاش نيجي في الفاضية.. ونتصدر!!