الجمهورية
قدرى ابو حسين
صحيفة الشعب والثورة
في يوم الاثنين الموافق 7/12/1953 صدرت جريدة الجمهورية الغراء بناءً علي توجيه من الرئيس عبدالناصر لكي يكون للثورة جريدة تمثل أفكارها وتنشر أخبارها وتكرس مبادئها حيث كلف في حينه أحد قادة الثورة محمد أنور السادات بالإعداد لمشروع جريدة تحقق هذا الغرب واقترح تسميتها بالجمهورية تيمناً بالجمهورية المصرية الوليدة. لقد كانت الجمهورية ليست ترخيصاً للإصدار أو أوراقاً وأحباراً أو تحليلات وأخباراً فقط لكنها كانت تاريخ ثورة وذاكرة أمة بكل ما تحمله الكلمة من معان.. علي المستوي المحلي خاطبت الجريدة كل الشعب المصري لكنها لاقت قبولاً وتعلقاً من البسطاء في الريف والقري والمدن حيث وجدوا فيها ما يأملونه خبراً أو تحليلاً وأعتقد أن هؤلاء مازالوا الرصيد الأوفر في قرائها وبقدر ما تبنت جريدة الجمهورية القضايا المحلية فقد أدت ذات الدور في القضايا القومية.. لقد كانت الوحدة العربية قاسماً مشتركاً في موضوعاتها وتحليلاتها وأخبارها.. لقد تصدر إدارة هذه الجريدة ورئاسة تحريرها أسماء بارزة ولامعة في مجال السياسة والفكر والأدب يندر أن توفرت لغيرها بدءاً من الرئيس أنور السادات مروراً بالدكتور طه حسين وصلاح سالم وحسين فهمي وفتحي غانم ومصطفي بهجت بدوي وعبدالمنعم الصاوي وكوكبة ساطعة تتالت اشرافاً عليها حتي الآن.. من بين الذكريات التي احتفظ بها في مخيلتي مطالعتي للعدد الأول عند صدوره ومازلت بعد صبياً أذكر أن صورة الزعيم جمال عبدالناصر كانت تتصدر الصفحة الأولي وبشكل طولي ومن يومها تعلقت بها وبالصحف وبالإعلام والثقافة بصفة عامة لقد كانت ومازالت باباً مفتوحاً لكل أنواع الفكر والمعرفة والرأي ينهل منه الجميع كما أن إصداراتها متميزة خاطبت كل فئات المجتمع: الشباب والمرأة والفلاحين والعمال والمثقفين والطلاب وارتبطوا بها مثل "حريتي وشاشتي وعقيدتي والكورة والملاعب علاوة علي الإصدارات الشهرية ومنها مجلة العلم وكتاب الجمهورية كما أن لها ملاحق مقروءة مثل دموع الندم ونور العالمين وبطولات ونجوم" لا شك أن صفحات الرياضة وملحقاتها ساهمت بشكل واضح في الارتقاء بالوعي الرياضي وقدمت ثقافة رياضية رفيعة المستوي فهنيئاً لجريدتنا الغراء في يوم مولدها وعقبال مائة عام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف