البطل الحقيقي خلف هذه الجريدة ليس من أسسها أو رأس تحريرها أو كتب أخبارها أو طبعها أو وزعها..
البطل هو ذلك المواطن الذي يترك بيته في صعيد مصر وريفها ومدنها كل صباح ليذهب الي بائع الصحف الذي قد يبعد عن منزله مسافات طويلة ويضع يده في جيبه ليستقطع من دخله بعض النقود ويشتري فقط جريدة ¢الجمهورية¢ التي لا يقرأ سواها ولا يفهم من بين سطور الصحف إلا هذه الجريدة ذات الأسلوب البسيط والفكر المعتدل والطريقة السلسة دون أدني تقعير أو لف ودوران.
هذا البطل الذي نعمل جميعاً من أجله هو المواطن البسيط الفلاح والمدرس والموظف الذي تراه يحمل جريدة الجمهورية في المواصلات العامة بيد وفي اليد الأخري أكياس الطعام والفاكهة لأسرته فتدخل الجريدة بيته كجزء من وجبة الأسرة الفكرية.. ويدور النقاش بين الكبير والصغير حول خبر طريف أو مباراة لكرة القدم أو مانشيت متميز.. وبعدها بأيام قد يلتفت أحدهم إلي خبر في نفس العدد لأن الجمهورية بالنسبة لهم ليست فقط جريدة يقرؤها لكنها جزء من حياتهم اليومية.
الجميع يعرف هذا البطل في مقر عمله وبين جيرانه يسأل عن نسخة الجريدة اليوم ليستعيرها الأصدقاء خاصة أيام امتحانات الابناء بالثانوية العامة أو أخبار شقق وزارة الإسكان والوظائف الخالية.. فبعض الجيران أو زملاء العمل شغوف بالصفحة الأخيرة لمتابعة أخبار الرياضة والبعض يتلهف كل سبت علي ملحق دموع الندم والبعض وقع في غرام الكلمات المتقاطعة بالجمهورية.
أشعر أن الجمهورية جريدة المواطن المصري الأصيل المهتم بقضايا البسطاء من ابناء وطنه الذي عاصر أجيال مختلفة من محرري الجريدة وظل وفياً لجمهوريته وقضايا وطنه دون تحيز لحزب أو مجموعة.
كل عام وأنت عزيزي البطل بخير وجريدتك واهلها جميعاً في أحسن حال.. كل عام وانت ومن تتابع معهم صحيفتنا تنعمون بجمهورية آمنة مستقرة قادرة علي مجابهة تحديات اليوم والغد.. كل عام وجريدتنا تتزين في يدك تماماً كما تلمع صورة الوطن زاهيةً علي صفحات جريدتنا.. كل سنة وأنت تقرأها ويقرأها جارك في الأتوبيس والسكن.. كل سنة و¢الجمهورية¢ طيبة.