طالما بقي "اتحاد الكرة" أضعف قوة من الأندية الكبري.. وأقل نفوذاً. وأدني تحكماً.. فلا غرابة أن تظل الكرة المصرية دائماً علي سطح صفيح ساخن.. لا تعرف استقراراً.. ولا تشهد تطوراً.. ولا تنتظر تقدماً سواء محلياً أو دولياً!!
لقد استبشر البعض خيراً.. بقدوم اتحاد "أبوريدة".. رغم التحفظ الشديد علي بعض أعضاء قائمته.. وإصراره علي ضم أسماء ليست فوق مستوي الشبهات.. وتجاهله لشخصيات تملك القدرة والكفاءة علي دفع الكرة المصرية للأمام.. ومع هذا تمت الانتخابات بسلام بصرف النظر عما شابها من إجراءات غير قانونية.. وتسلم "الاتحاد" مقاليد الأمور.. وبدأ يمارس مهامه دون تدخل أو وصاية. فماذا كانت النتائج؟!!
بعد مرور شهرين.. فشل في اختيار نائب للرئيس نظراً للصراع الشديد بين العضوين الكبيرين.. وأخفق في اختيار مدربي فرق الناشئين بسبب حساسية انتماء المتنافسين.. فالبعض يريدونها أحمر.. والآخرون يفضلونها أبيض.. والنهاية تردد وتراجع وعدم القدرة علي حسم الأمر!!
تحت رعاية الاتحاد.. تفاقمت أزمات الحكام.. وتوالت الأخطاء الكارثية.. وانفتح الباب علي مصراعيه لرؤساء الأندية.. ومدربي الفرق.. وكذلك اللاعبون.. لمهاجمة التحكيم.. ووصف أعضائه بأبشع الصفات وأشد اللعنات.. دون أن يتحرك ساكن للاتحاد.. ويتدخل لضبط وإعادة الأمور لنصابها الصحيح!!
بدون جمهور.. سالت الدماء علي البساط الأخضر.. نتيجة للمعارك التي اندلعت بين مختلف فرق الدرجة الثانية.. وانحدرت الأوضاع لدرجة أن كادت تتكرر مأساة بورسعيد.. وانتقلت المشاجرات إلي أقسام الشرطة.. والضحايا والمصابين إلي المستشفيات.. وكل هذا واتحاد الكرة يشاهد المهازل والفضائح في صمت مطبق.. ولِمَ لا.. وقد استنفد كل نشاطه وحماسه في التحضير للانتخابات. والوصول إلي مقاعد الوجاهة؟!!
ترك الحبل علي الغارب.. للشركة الراعية تتحكم في بث المباريات.. تمنح هذا. وتمنع عن ذاك.. بل تنازل عن حقوقه في المباريات الدولية.. وقرر منع التعامل مع أي صحفي أو إعلامي يتناول أمور الاتحاد بالنقد واللوم!!
إن البوادر لا تبشر بالخير.. إن استمرار "الاتحاد" علي حاله.. لا يقدر علي إلزام الأندية بالتقدير.. ولا يستطيع حسم القضايا.. ولا يجرؤ علي فتح الملفات المعلقة..ولا يملك من القدرة والمكانة ما يساعده علي عقاب ومحاسبة المخطئ والمتجاوز.. وبالتالي لا أمل في انتظام الدوريات.. ولا في عودة الجماهير للمدرجات.. وإنما مزيد من الصراعات الكروية. والمهازل التحكيمية.. والخناقات الدموية.. تحت مظلة ومشاهدة.. "اتحاد الكرة"!!