الجمهورية
عبدالناصر سليمان
إرهاب الحكام
هل ضاعت هيبة الحكام في ملاعبنا المصرية؟!.. هذا السؤال نجيب عنه عبر الواقع المرير الذي تعيشه مسابقة الدوري العام مؤخراً حتي أصبح من المنطقي أن نطلق علي الموسم الحالي لقب "دوري إرهاب الحكام".
لقد رفعت الأندية من شمالها إلي أقصي الصعيد شعار الانسحاب من المسابقة بحجة الظلم التحكيمي الذي تتعرض له في الموسم الحالي رغم أننا في النصف الأول من بداية المسابقة.. فوجدنا الأندية الجماهيرية تعالت أصواتها وشنت هجوماً علي الحكام لدرجة وصلت إلي التهديد والوعيد وعدم الاستمرار في البطولة الأم.
هذه النقطة تدفعنا جميعاً للتساؤل.. هل قرار الانسحاب سيصب في مصلحة تلك الأندية ويعدل "الحيطة المايلة" أم أنها ستكون ضدهم؟.. أكيد سيكون القرار ضدها في حالة تطبيق الجبلاية للوائح والقوانين بهبوط الأندية المنسحبة لدوري الدرجة الرابعة.
أما في حالة عدم اتخاذ الجبلاية لهذا القرار الجريء ووقفت كالمتفرج.. وتركت الحبل علي الغارب وفتحت الباب علي مصراعيه أمام وزارة الشباب والرياضة للتدخل فإن هذا الأمر لن يصب في مصلحة كرة القدم المصرية لأنه في تلك الحالة سينتظرنا قرار التجميد من أكبر منظومة رياضية ألا وهو الفيفا لأن هذا الأمر سيكون بمثابة تدخل حكومي في الشئون الرياضية وهو ما يعد مخالفاً للوائح المعمول بها دولياً وربما يتم استبعادنا من كأس الأمم الأفريقية بالجابون والتي انتظرنا المشاركة بعد غياب ثلاث دورات متتالية!!
لكن في حالة رضوخ الجبلاية لمطالب تلك الأندية واتخاذ قرار بحل لجنة الحكام فإننا سنقول للكرة المصرية "وداعاً" لأنه من المؤكد أن يتكرر هذا الأمر ليس من قبل الأندية التي أعلنت انسحابها في اليومين الماضيين لكن هناك أندية أخري لم نسمع لها صوتاً الآن سنجدها تهدد وتلوح بالانسحاب إزاء تعرضها لظلم تحكيمي في أي مباراة.
فإلي متي نجد غضباً وهجوماً من قبل الأندية علي الحكام ولا نستفيد من كرة القدم العالمية بعدم شن أي ناد أو مسئول أو مدرب أو لاعب هجوماً علي حكم بعينه مهما كان حجم الخطأ الذي ارتكبه الحكم أثناء إدارته لمباراة بعينها وذلك لأن العواقب ستكون وخيمة في حالة الهجوم.
فالحكم إنسان في المقام الأول والأخير من المؤكد أن يقع في خطأ أثناء إدارته لأي مباراة وهو أمر منطقي ومن طبيعة البشر.
في النهاية.. الكرة أصبحت الآن في ملعب مجلس الجبلاية وهو الذي سيدير دفة القضية ولابد من التريث في اتخاذ القرار الحاسم حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف