عندما يصيح طفلان نقيان لم تصبهما بعد لوثة النفاق والعمى الإرادى والتعامى عن الحقيقة فيصيحان: ههههههه الملك عاريا.. هههههههه الملك يسير عاريا.. يستيقظ الجميع على كارثة صنعها النفاق الكذب المتوارث في ممالك المستبدين!
بالطبع تلك القصة العبقرية التي صاغها المبدع الدنماركى هانز كريستيان أندرسون منذ أكثر من قرنين من الزمان لا زالت صالحة وكاشفة وفاضحة لأناس كثر في زماننا هذا!
يخرج مسئول كبير فينفى تماما أن هناك أزمة في الأدوية أو في المحاليل الطبية بينما الواقع يعرى كل هذا.. لكن المسئول العبقرى ما زال ملتحفا بكذبته التي لا يراها سوى العباقرة أمثاله وأمثال معاونيه.. ثم يخرج مجموعه لطيفة من المحللين والخبراء تمتدح هذا الهبل العارى المفضوح بكل أريحية وعبقرية لا يراها إلا هم فقط!
يصرخ الناس من استعار يومى للأسعار، فيتم معالجة الأمر بكذبة عارية وملهاة كبيرة ومسخرة وضيعة مفادها أنه لا مساس بأقوات الغلابة والحفاظ على مقدرات حياتهم.. بل يصر السادة المسئولون على خلع آخر برقع للحياء بنشر أرقام تليفونات المحروسة الحكومة للشكوى من أي ارتفاع في الأسعار!.. بينما نفس الحكومة ترفع السعر الرسمى، ولكن لا تسميه غلاءً وإنما تسميه تحريك فقط للأسعار.. هذا ومازالت الحكومة ترتدى ثوبا عبقريا لا تراه إلا هي وأنقياء السريرة من أحبابها بينما الأغبياء والحاقدون أمثالنا وأمثال غالبية الشعب لا تراه!...
شىء لله يا حكومة يا مستورة!