المساء
محسن عبد العاطى
الزعل مرفوض .. الكاميرا.. في الملعب
حزنت جداً للأحداث التي أعقبت انتهاء مباراة الأهلي ومصر المقاصة ورغم أنها مباراة عادية وليست نهاية المطاف لكلا الفريقين وأي حكم يتعرض للصواب والخطأ في قراراته.. إلا أن القنوات الفضائية التي تقوم بالتحليل علي مدار ثلاث أو أربع ساعات تقريباً لا تهدأ أبداً وتظل تحلل وتحلل حتي يقضي علي الغالبية من المشاهدين متعللين بالكاميرات الكثيرة التي يمتلكونها وخبراء الرياضة بالاستوديو ناسين أن هؤلاء الخبراء كانوا جميعاً لاعبي كرة وكم اعترضوا علي الحكام ولكن اللعب شيء والتحليل شئ آخر وعجبت كثيراً حينما شاهدت أغلب القنوات تتحدث عن هذه المشكلة والتي أصبحت مشكلة من لا مشكلة وفي اعتقادي الشخصي أن ضربتي الجزاء التي تم احتسابهما في المباراة غير صحيحتين ولكن علينا أن نرضي بالحُكم أياً كان وقد نتج عن هذه الأحداث التي يرجع سببها الرئيسي للقنوات الفضائية التي أشعلت القضية كما نتج أيضاً اتخاذ قرارات من بعض الأندية بالانسحاب من مسابقة الدوري العام الزمالك والإسماعيلي والشرقية وأسوان وطنطا وما أدراك في الأيام القادمة من انضمام فرق أخري للانسحاب إذا لم يتم حل هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن حتي تهدأ الأمور.. كل هذا حدث بدون جمهور فما بالكم لو كان ذلك حدث في حضور الجماهير والذي يصر الكثيرون علي عودة الجماهير للملاعب مرة أخري فهل في هذه الظروف نفكر في عودة الجمهور أم نتأني ولا يتم اتخاذ القرار حفاظاً علي الجميع وحتي تكتمل المنظومة الرياضية في هدوء.. كل ذلك يحدث في الرياضة ونحن كدولة أمامنا مهام صعبة تحتاج وقتاً وقضايا كثيرة كان الأولي أن تكون هي محور اهتمام القنوات الفضائية فرغم قيام رئيس الجمهورية بإنشاء العديد من المشروعات وشبكة الطرق الكثيرة والتي تم إنشاؤها إلا أنني لم أجد قناة واحدة تقوم بتصوير هذه المشروعات وعرضها لعدة ساعات مثلما تفعله هذه القنوات وتخصص مساحات لمباراة واحدة فقط وكان الأولي إلقاء الضوء علي كل ما هو إيجابي للمشاهدين علي الأقل من باب التفاؤل وأن الخير قادم بعد فترة من التعثر لأن الأمل بالله لم ولن ينقطع أبداً مادمنا علي قيد الحياة وإن بعد العسر يسرا.. ومنذ سنوات كان هناك برنامج اسمه "الكاميرا في الملعب" والذي كان يذاع علي القناة الثالثة "القاهرة" فكرة الراحل قطب عبدالسلام وتقديم حازم الشناوي وكان ينتظره الجميع بما فيهم الجمهور الذي كان يحضر المباراة وهذا البرنامج يكفيه فخراً أنه كان يقدم علي شاشة التليفزيون المصري الذي هو ملك للشعب عكس القنوات الفضائية التي هي ملك لرجال الأعمال وشتان الفارق.. أيضاً كان هناك الإذاعي القديم فهمي عمر والذي كنا ننتظره للتعليق علي أحداث المباريات من خلال شبكة البرنامج العام لمدة عشر دقائق تقريباً وكان يقدم التعليق بكل حيادية علي المباريات من خلال الراديو بدون لف أو دوران بعيداً عن المجاملات والمصالح وكان أسلوبه في التعليق هو "خير الكلام ما قل ودل".. لكن الفضائيات أشعلت "عن قصد أو بدون قصد" مثلما يحدث في البرامج الأخري "التوك شو" الدنيا وكأنها لا ترضي للبلد استقراراً حتي لو كان ذلك علي حساب مباراة في كرة القدم المتنفس الرئيسي لشعب مصر في ظل غلاء وجشع التجار ورجال الأعمال!!
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف