المصريون
المستشار حمدى الشيوى
الله أعلم حيث يجعل رسالته
شاءت حكمة الله سبحانه أن رسالته الخاتمة في رسول جمله وكمله ومن عليه بالفضائل والشمائل التي لم يؤتها نبي قبله ووصف ألله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى (وانك على خلق عظيم ) صدق الله العظيم. وشاءت حكمة الله سبحانه أن يجعل الرسالة في أمة العرب وسر اختيار العرب هو الأخلاق الكريمة. فلقد كان العرب ذوي أخلاق لم تكن عند أمة غيرهم. غير أنهم كانوا متجاوزين في الأخلاق الكريمة. ويجب أن نعلم أن لكل خلق حدا طبيعيا إن جاوزه صار عدوانا وإن نقص عنه صار عجزا ومهانة. فالكرم مثلا له حد طبيعي إن جاوزه صار اسرافا وإن نقص صار بخلا والعرب كان عندهم تجاوز في الكرم ولا ريب أن علاج الإسراف أمر ميسور لكن البخل لا علاج له . والشجاعة لها حد طبيعي إن جاوزته صارت تهورا واندفاعا وإن نقصت صارت جبنا والعرب كان عندهم تجاوز في الشجاعة وعلاج ذلك ميسور لكن الجبن لاعلاج له. ولقد قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انا أهل فروسية وحرب والله لو استعرضت هذا البحر لخضناه معك لن نقول لك ما قالت بنواسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن اذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. والغيرة على المرأة لها حد طبيعي إن جاوزته صارت ريبة واتهاما وإن نقصت صارت مهانة ودياثة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة ديوث )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. والديوث هو الذي لا يغار على امرأته اوبنته ويرى المنكر فيهما ويسكت. والعرب جاوزت الغيرة عندهم كل حد . ولقد جاء الإسلام فوجد عند العرب اخلاقا كريمة فعالج تجاوزهم وأدبهم وصاغهم صياغة جديدة فحملوا مشاعل النور إلى الأرض كلها. ولو أن العرب كانوا أهل بخل وجبن ودياثة لما خطوا خطوة واحدة بالإسلام. نخلص من ذلك أن الأخلاق الكريمة هي أساس العزة والكرامة والمجد والسيادة والقيادة وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نحتفل بذكرى مولد سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم نسأل أنفسنا هل نحن جعلنا الأخلاق الكريمة أساسا لحياتنا أم أن الأخلاق البذيئة والمسالك الجريئة والعادات القبيحة وترك الخيرات وفعل المنكرات صارت اصلا في حياتنا؟ ؟؟؟!!!!!!!!!!!! أين نحن من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أين نحن من سنته ومنهاجه وطريقته وأخلاقه. إن ريحا خبيثة تجتاح مصر بشدة وبقوة فقتلت الضمائر وافسدت القلوب والسرائر. ولا طريق للنجاة من المهالك وتنوير ألحوالك واشراق المسالك إلا بأخلاق وسنة ومنهج سيدنا وحبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم. عاشت مصر بالأخلاق النبوية الشريفة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف