الجمهورية
ناهد المنشاوى
"الجمهورية" الأولي في تغطية القضية السكانية
تبنت الجمهورية القضية السكانية منذ ستينات القرن الماضي عندما أنشأ الرئيس جمال عبدالناصر المجلس الأعلي لتنظيم الاسرة للتركيز علي الحد من الزيادة المفرطة في عدد السكان ولكن هذا المجلس لم يهتم الاهتمام الكافي بالعلاقة الوثيقة بين القضية السكانية وقضايا التنمية الأخري مثل خصائص المواطنين المهارية والصحية والوعي أو الارتقاء بالخصائص السكانية ليحول ثروتنا البشرية إلي قوة دفع حقيقية لجهود التنمية في مصر.
وفي السبعينات اهتمت اهتماما بالغا بالقضية السكانية وكان رئيس التحرير وقتها هو الراحل محسن محمد.. وكانت التغطيات تشمل جميع المحافظات والمراكز والقري.. ولم تترك الجمهورية مكانا إلا ذهبت إليه لمعرفة مشاكل المواطنين بالنسبة لتنظيم الاسرة وقتها كان هناك اهتمام بالغ بجمعيات تنظيم الاسرة وكانت ترأسها الراحلة عزيزة حسين وكان هناك تدريب للأطباء والصيادلة والوعاظ في القري وتحسين الخدمات لتنظيم الاسرة.
ولم تكتفي عزيزة حسين بهذا النشاط مع رئيس المجلس الأعلي لتنظيم وقتها د. عزيز البنداري بل أنشئت جمعية باسم اسرة المستقبل ونجحت نجاحا باهرا.. وكانت الجمهورية لها السبق في نشر موضوعات تحريرية اعلانية عن تنظيم الاسرة.. واستطاعت هذه الجمعية تغطية تدريب الأطباء والصيادلة في جميع محافظات مصر وكانت الجمهورية من أوائل الصحف القومية التي اهتمت بالقضية السكانية حيث كانت الجمهورية دائما منذ انشائها تهتم بالمواطن البسيط في المحافظات وكانت الجمهورية توزيعها في المحافظات اكثر من المدن وكانت الأولي علي جميع الصحف في التوزيع الذي وصل إلي مليون نسخة يومية بعدها جاء محفوظ الانصاري رئيسا لتحرير الجمهورية في الثمانينات وتم انشاء المجلس القومي للسكان بقرار جمهوري رقم 19 لسنة 1985 ليكون مسئولا عن وضع السياسات والاستراتيجيات السكانية ومتابعة تنفيذها وكان وقتها مقرر المجلس القومي للسكان هو د. ماهر مهران الذي لم يترك شارعاً أو حارة في ربوع الجمهورية إلا وزارها وكانت الجمهورية هي الأولي في تغطية هذه الزيارات الميدانية ولأول مرة تنشيء وزارة للسكان كان وزيرها هو د. ماهر مهران حيث كان الدينامو لهذا النشاط وكانت الجمهورية تلاحق كل نشاطاته وكنا ننشر يوميا نصف صفحة للسكان تحريرية اعلانية لانه وقتها كان التمويل لهذه المشكلة من وكالة التنمية الأمريكية وكان هناك ايضا نشاط لهيئة الاستعلامات من خلال مركز الاعلام والتعليم والاتصال الذي كان ينشر اعلانه في جميع الصحف القومية واعلاناته في التليفزيون ايضا وكان كاريكاتير الجمهورية الذي يرسمه طوغان وكاريكاتير الأخبار لمصطفي حسين هو سلاح هذه المعركة لخفض الانجاب.
وجاء محفوظ الانصاري رئيسا لتحرير الجمهورية وكنا ننشر ندوات.
في العدد الاسبوعي كل اسبوع تقريبا عن المشكلة السكانية.. نالت الجمهورية ممثلة في شخص جائزة الأمم المتحدة للسكان في التسعينات وبعدها كان المؤتمر الدولي للسكان.. الذي نجح نجاحا باهرا وكانت احدي صحف دار التحرير اجبشيان جازيت هي الدورية التي توزع بالانجليزية عن كل ما يتم في المؤتمر.
ثم جاء سمير رجب رئيسا لتحرير الجمهورية واشتعلت المنافسة بين الجمهورية وباقي الصحف القومية.. وكانت دائما مقالات كتاب الجمهورية الكبار تتناول هذه المشكلة بجميع أبعادها.
وكانت فترة التسعينات هي العصر الذهبي للمشكلة السكانية فقد نالت مصر جائزة السكان الدولية وتسلمها رئيس الجمهورية في جنيف بسويسرا.. وكانت جميع أجهزة الدولة بمسئوليها يهتمون بنشر نشاطاتهم حول المشكلة السكانية في جريدة الجمهورية ولم تكن تخلو نسخة يومية من الجمهورية من تناول هذه القضية وكانت دائما محط أنظار القراء في ارسال خطاباتهم وشكاويهم ومشاكلهم.. وكان محمد أبو الحديد الكاتب الكبير هو المسئول عن صفحة القراء في الاسبوعي.. وكانت تسهم بشكل فعال في حل مشاكل وشكاوي الناس حول تنظيم الاسرة وجاء فهمي عنبه رئيسا لتحرير الجمهورية وكان من أوائل اهتمامه المشكلة السكانية لأنه كان يعلم تماما انها السبب في تدهور حالة المواطن سواء في التعليم أو الصحة او ازدحام الشوارع وعدم شعوره بالمردود اليومي لمشاريع التنمية التي يقوم بها الرئيس السيسي.. وفي عهده بدأنا في نشر صفحة باسم السكان والمستقبل صفحة اسبوعية.. وكنا الصحيفة القومية الوحيدة التي خصصت مساحة للقضية السكانية.. ونال كل من عمل فيها جوائز من المجلس القومي للسكان.
كانت هذه الاستراتيجية القومية للسكان 2015 - 2030 التي أطلقت من عامين تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي هي المفتاح للعودة مرة أخري لتنشيط العمل الاعلامي في هذا المجال وكانت أيضا الجمهورية الاسبوعي تنشر الحوارات مع المسئولين عن هذه المشكلة حوارات مع اللواء أبوبكر الجندي رئيس جهاز التعبئة العامة والاحصاء ود. هالة يوسف الوزيرة السابقة للسكان ود. مجدي خالد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان ود. طلعت عبدالقوي رئيس اتحاد الجمعيات ود. غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.
واهتمت ايضا الجمهورية الاسبوعي بنشر ملفات عن الانفجار السكاني في المحافظات من خلال مراسليها الاكفاء الذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة في محافظاتهم ويعرفون أيضا بواطن الأمور من مشاكل في الوحدات الصحية أو المحليات.
لم يخل خطاب للرئيس السيسي من تناول القضية السكانية وبدأ النشاط يدب من جديد في الجمهورية وأثني الرئيس السيسي علي النشاط الاعلامي للجمهورية بالنسبة للقضية السكانية.
القضية السكانية مازالت في قلب الجمهورية والذي يطالع صفحاتها يجد اهتماما بالغا بها سواء من ناحية الجماهير أو الخبراء أو اساتذة الجامعة أو المسئولين في الحكومة.
ومازالت الجمهورية هي الأولي في خلق روح التنافس في الاعلام سواء المرئي أو المسموع أو المقروء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف