الجمهورية
محمد العزبي
مطلوب حيا وميتا
حتي لو كان صوتا واحدا فلا بد ان نتوقف امامه. خاصة وانه عضو منتخب في برلمان الامة
ليس وحده. فقد سبقته اصوات تبدو شاردة.. وليس ببعيد ذلك النائب الذي طالب بالكشف عن عذرية البنات قبل دخولهن الجامعة... تكلم ثم سكت ثم اعتذر. ولكن ما في العقل في العقل
.. ولن يكون آخر من اعلن اسفه لان نجيب محفوظ اديب مصر العالمي مات قبل ان يضع النائب او غيره الحديد في ايده !..
.. ولماذا ¢نجيب¢وحده؟.. ماذاعن ¢احسان عبد القدوس¢ ومطالبة النائب عبد الصمد في برلمان الستينيات بوقف نشر روايته ¢انف وثلات عيون ¢..
ومن كتب وغني ¢بلاش تبوسني في عنيه¢ ؟
.. و ورثة المؤلفين والملحنين والمطربات والمطربين الذين غنوا¢شفتي بتاكلني انا في عرضك خليها تلمس خدي¢.و¢ارخي الستارة اللي في ريحنا احسن جيرانا تجرحنا¢..
وصولا الي سعد الصغير: ¢معاك فلوس تحضن وتبوس¢.. ومحمد سعد في فيلم¢تتح¢: يا فول مدمس.انا نفسي اغمس.جعان حاموت
عندما كتب نجيب محفوظ رواية
¢ثرثرة فوق النيل¢ ذهب من همس في اذن المشير¢عبد الحكيم عامر¢ وهو في عز قوته بأن نجيب يقصده تلميحا بمن هو غائب عن الوعي في الرواية لا يفيق من شرب الحشيش.. غضب المشير غضبا عارما واصر علي اعتقال المؤلف وذهب الي¢جمال عبد الناصر¢ لتنفيذ طلبه.. سكت الرئيس قليلا ثم قال : احنا عندنا كام نجيب يا حكيم؟!
تري علي من الدور في التكفير او اتهامه بخدش الحياء؟! ليجري التحقيق معه .امام نيابة الآداب!!
اصدر الادباء في دمياط بيانا يستنكرون فيه ما ينطق به نائب¢كفر سعد¢-محافظة دمياط- وقع عليه كتاب وشعراء وفنانون وكتاب سيناريو واساتذة جامعة من بينهم¢عبد الرحمن ابو زهرة وصلاح مصباح وبشير الديك ومحمد ابو العلاالسلموني وسمير الفيل وآخرون¢.. يذكرون النائب¢ابو المعاطي مصطفي¢وغيره بالمادة76 من الدستور وتنص علي انه¢لا مساس بالحريات في قضايا النشر والفكر والابداع¢
هذا ولم نسمع صوتا مختلفا من داخل المجلس وبه من اعرف ثقافته وشجاعته.فلماذا هذا الصمت المريب؟!.. هل اكتفوا بتعليق زميلتهم
¢نادية هنري¢: يا نهار اسود!!
النائب رجل قانون. وقيل بأنه سئل عما قرأه لنجيب محفوظ اجاب بثقة: ¢الجبل¢.. فليغفر له فتحي غانم!
سبقه في برلمانات سابقة من طالب بمنع طبع رواية¢اولاد حارتنا¢ في مصر مع انها نشرت في الاهرام وكاملة في بيروت
.. هذا ولم يلتفت احد لما ردده محجوب عبد الدايم في¢القاهرة03¢:
البقاء للاوسخ!!
وهل هناك ما هو اكثر صراحة وواقعية من¢الف ليلة وليلة¢وحكايات
¢شهرزاد¢ التي ظلت¢ ملهمة للمبدعين ذكرهاالاديب العالمي ¢جارثيا ماركيز¢في خطابه وهو يتسلم جائزة¢نوبل¢.. ولكن مصريين مثل نائب كفر سعد طالبوا بمصادرة طبعتها الكاملة وحبس ناشرها بل وجمع نسخها واحراقها في احتفال بميدان عام.. تصدي لهم محامي الادباء والحريات¢صبري العسكري¢
مدافعا عن افضل ما وصل الينا من كتب التراث العربي ومدللا علي انه حتي الجنس في اعمال الخلق والفن والابداع لا يخدش الحياء.. اصدر القاضي المستنير¢سيد محمد يوسف¢ حكمه بالغاء المصدرة مع مذكرة تفسيرية تقف الي جانب الحريات
هل اكتفي المنادون بالمصادرة وحبس الادباء بمشاهدة الافلام الماخوذة عن تلك الروايات وهي شئ آخر
عندما تحولت رواية¢الكرنك¢الي فيلم سينمائي قام¢صلاح نصر¢ رئيس المخابرات في الوقت الذي جرت فيه احداث الرواية وبشاعة التعذيب برفع قضية علي نجيب محفوظ مؤلف الرواية.. ولكن القاضي اصدر حكمه ببراءته
وهناك من دخل السجن فعلا وقيدت يداه بالسلاسل لن يكون آخرهم الاديب ¢احمد ناجي¢.. لن تتوقف المحاولات
اين اعضاء مجلس الامة المستنيرون؟
.. لا اسكت الله لهم صوتا!
حضرة المتهم
نجيب محفوظ
وكأن الكتاب الذي قدمه الصحفي الاديب ¢ايمن الحكيم¢ جاء في موعده يعرض فيه الملف القضائي لنجيب محفوظ بوثائق ومستندات واقوال امام النيابة مستعينا بصديقه ومحاميه¢احمد السيد عوضين¢
.. كان الامرقد وصل الي محاولة قتل نجيب محفوظ متهما هذه المرة بالكفر بسبب روايته المثيرة للجدل ¢اولاد حارتنا¢
يرد في كتاب ¢حضرة المتهم نجيب محفوظ¢ لايمن الحكيم تفاصيل حادث الرجل الذي حاول طعنه بآلة حادة في عنقه امام بيته علي نيل العجوزة والنية المبيتة والاجتماعات السرية لتنفيذ الجريمة..
لم يقرأ واحد منهم الرواية وربما لا يعرفون اسم الكاتب من داخل السجن ارسل واحد منهم اعتذارا لنجيب محفوظ طالبا منه الصفح.. تأثر نجيب وقبل اعتذار قاتله.بل وتوسط لنقله من سجن العقرب المرعب الي مزرعة طرة جنة السجناء.. فلما جاء العيد ارسل له معايدة تلغرافية علنية حملت رقم ¢789350¢ وهو ما اعترض عليه كثيرون من اصدقائه وحوارييه من بينهم الاديبان¢جمال الغيطاني ويوسف القعيد¢ عندما افاق نجيب محفوظ في المستشفي فتح عينيه وسال زوجته: هما هيعملوا العملية امتي؟.. اجابته: ما عملوها خلاص
قال: معناه ¢الجبلاوي¢ مش غضبان مني
وكان الداعون لتكفيره يتهمونه بانه اضاف في روايته الي اسماء الله الحسني اسم الجبلاوي!
اما اغرب قضية ضده فقد رفعها ابن اخته لان خاله نجيب كتب في المذكرات التي كتبهاالناقد الادبي الكبير ¢رجاء النقاش¢ ما اسماه¢سرقة اهلية¢.ففي يوم وفاة والدته احتفظت اخته وابناؤها ببعض مقتنياتها.. لم يقصد الاهانة وانما السرد. ولكن ابن اخته المهندس¢محمود الكردي¢اعتبرها اهانة بالغة للاسرة فرفع قضية مطالبا بتعويض مالي ضخم ومصادرة الكتاب.. ولم يحكم لصالحه!
اما شخصية ¢سي السيد¢الشهيرة فقد كانت لزوج شقيقته زينب وكان صعيديا من اصل كردي
** جاءه من يعرض تحويل ¢اولاد حارتنا¢ الي فيلم سينمائي ينتجه
¢وحيد حامد¢ بمليون جنيه.. لم تكن المليون تغريه ولكن لان وحيد سيكتب السيناريو.. لم يتم الاتفاق!
**وجاءته المنتجة ¢ناهد فريد شوقي¢ تريد احدي رواياته ب 50الف جنيه.. قال: لأ لأ لأ ده كتير. تخفضها شوية!
** لم يكن يهتم بالمال وظل طويلا يترك كتبه لصديقه الاديب والناشر ¢عبدالحميد جودة السحار¢ بارخص الاجور وبكلمة شرف بينهما
** وعندما كان قسم النشر بالجامعة الامريكية علي استعداد لزيادة نسبته من ترجمة اعماله وكان محمد سلماوي يعرض الامر عليه. قال: ما يصحش كده. انا رضيت بالعقد. وعيب اقول لهم تعالوا نعدله.. فلما قيل له: ولكن لم يكن فيه نوبل؟.. اجاب: جايز جدا ان ترجمتهم كانت السبب في حصولي علي نوبل!!
** .. لم تهبط عليه ثروة الا بعد ان حصل علي جائزة نوبل وعمره 77 سنة. ولكنه اصبح مليونيرا علي الورق!
** لم يلبس كرافتة في حياته وكانت مشكلة عندما نال قلادة النيل.. قال: كل ما استطيعه هو ان اقفل آخر زرار في القميص
** يبقي الاهداء الذي كتبه¢ايمن الحكيم¢:
الي العارف بوطنه
المضروب بعشقه
حارس ذاكرته.. وخازن اسراره
حامل مفاتيح بوابته.. وشيخ حارته
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف