عائشة عبد الغفار
ترامب بين قلق الغرب وأمل الشرق
يوم 20 يناير 2017 سوف يحلف «ترامب» اليمين بالكابيتول، ويلقى خطابا يتابعه العالم أجمع .. بعد ذلك يتم ترامب بالتحديد سبعين عاما
ونصف وهى سن متقدمة بالنسبة لرئيس دولة عصرية تمارس زعامتها على العالم. سوف يجلس ترامب وراء المكتب الرئاسى الذى أهدته الملكة فيكتوريا عام 1880 لرئيس الولايات المتحدة الأسبق وهو مكتب أثرى صنع من هيكل خشبى لسفينة شراعية انجليزية! وسوف يجد داخله ظرفا يحمل رسالة من الرئيس السابق أوباما وفقا للتقاليد الأمريكية، ثم يتفقد البيت الأبيض بصحبة زوجته الجميلة ميلانى .. وساعات قليلة بعد التنصيب من المرتقب أنه سوف يتخذ عدة إجراءات راديكالية تستهدف مسح رئاسة أوباما، مستلهما بالرئيس «رونالد ريجان» عام 1981 الذى أقدم على ثورة اقتصادية شديدة الليبرالية أدهشت معارضيه .. ولقد قام فريق ترامب بتحديد الموضوعات ذات الأولوية وهى بناء جزء من الحائط الذى يمتد على الحدود مع المكسيك وإلغاء التأمين الصحى الاصلاحى الذى أقره أوباما برغم معارضة المعسكر الجمهوري، وإطلاق برنامج ضخم للأشغال العامة بهدف ايجاد آلاف الوظائف، وطرد عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، والتحرر من الالتزام باتفاقية باريس حول المناخ، وإعادة النظر فى اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكل من المكسيك وكندا.. ولكن «ترامب» قد يتراجع عن بعض الإجراءات مثل عدم إلغاء التأمين الصحى الإصلاحى لأوباما فى ضوء تغير لهجته وإدراكه مثل ريجان من 35 عاما أن سلطات الرئيس محدودة وأن الكونجرس لا يستطيع أن يتحرك على كل الجهات!
والواقع الآن أن ترامب لا يتحدث عن تفاصيل برنامجه وإنما سوف يبدأ بثلاثة ملفات:الهجرة، الصحة، وايجاد فرص للعمل .. إلى جانب إطلاق مشاريع ضخمة ولم يبادر ترامب فى رأيى بإصلاحات فى بداية رئاسته, وإن كانت سيطرة الحزب الجمهورى على الكونجرس من المفروض أن تسهل له مهمته، لأن الحزب العتيق احتفظ بأغلبيته فى المجلسين كما أن السياسة الخارجية لاتهم ترامب كثيرا, وقد يتسبب ذلك فى آثار سلبية حيث أن فى مجال العلاقات الدولية فالولايات المتحدة وأوروبا ترتكزان على تحالفات وتخطيط مشترك على المدى الطويل، ويبدو أن الرئيس الأمريكى الجديد يقدر الأنظمة الرأسمالية القوية مثل روسيا والصين وتركيا.. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية فإن الولايات المتحدة تدعى أنها تدافع عن تصور وتروج للقيم العالمية ولكن يبدو أن واشنطن تريد الآن الدفاع عن مصالحها فقط. بعد أن اعلن ترامب إنه سوف يفكر مرتين قبل مساعدة دولة عضو فى الحلف الأطلنطى تتعرض لهجوم عسكرى, أن هذا الحديث يقلق الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة وبالذات الدول المستقلة حديثا عن الاتحاد السوفيتى والتى تتمتع بموجات قومية! لاشك أن «بوتين» سوف يقدر تلك الكلمات فى حين أعلن وزير خارجية السويد السابق: «لم أتصور أن مرشحا للرئاسة الأمريكية يستطيع أن يمثل تهديدا حقيقيا بالنسبة لأمن الغرب», لم يعد أحد يتوقع القرارات المصيرية لأقوى دولة فى العالم!.