الجمهورية
عبدالحليم طه
الفن في مواجهة العدوان
أؤمن تماما بأن الفن والكلمة أقوي سلاح في مواجهة العدوان والظلم والفكر المتطرف والإرهاب.. وأن المبدع لابد وأن يكون صاحب رسالة.. لأنه يستطيع ان يشكل المجتمع الذي يعيشه.. كما أنه يستطيع تغيير سلوك الناس ليسمو بهم وبأخلاقهم إلي الأفضل ليروا الدنيا حولهم أكثر اشراقا.. فيظل الفنان المبدع بداخل وجدان الناس وتظل إبداعاته باقية سنوات وسنوات.
فمازلنا نذكر ونتذكر سيد درويش.. ومازلنا نحفظ الحانه وأغانيه ونرددها جيلا بعد جيل كتراث يبقي ولن يموت بمرور السنين.
قاوم سيد درويش الاحتلال البريطاني بفنه وألحانه وأغانيه.. وأرق قوات الاحتلال لمدي تأثيره الشديد في أيقاظ ضمير الأمة وغرس حب الوطن بداخل كل مصري.. كما أنه عظم قيمة العمل "ماتشد حيلك يا ابوصلاح".. وكلما جاءت مناسبة وطنية من تاريخنا الحديث نردد ألحانه "أنا المصري" قوم يامصري.. بلادي بلادي.. وعند عزف سلامنا الوطني نقف جميعا إجلالا واحتراما ونتذكر سيد درويش الذي كان خطرا علي قوات الاحتلال فقتلوه بالسم لتبقي ألحانه وأغانيه محفورة بداخل كل مصري وفي وجدانه.
كلما احتفلنا بذكري ثورة 23 يوليو.. تملؤنا كلمات صلاح جاهين التي حفظناها عن ظهر قلب بصوت العندليب عبدالحليم حافظ الذي غناها امام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من سنوات وسنوات.
لم يتحمل صلاح جاهين هزيمة 67 فمات مكتئبا وكمدا ورحل عن عالمنا لتبقي أشعاره ورباعياته نحفظها في وجداننا.. ونتناقلها جيلا بعد جيل.
** وحينما تحالفت قوي الشر ضد مصر لاركاع ناصر وكسر إرادة المصريين "بعد تأميم قناة السويس وبناء السد العالي" بالعدوان الثلاثي سنة 1956 بمشاركة فرنسا وبريطانيا واسرائيل.. زلزلت الفنانة فايدة كامل الأرض تحت أقدام الغزاة بنشيد "الله أكبر" فأشعلت بورسعيد واشتعلت بالمقاومة الشعبية ضد الغزاة.. ولا ولن ننسي "دع سمائي فسمائي محرقة".
أما الموسيقار محمد عبدالوهاب فواجه صمت العرب وزعمائهم تجاه ارتكاب العدو الاسرائيلي جرائم الوحشية ضد الفلسطينيين العزل اصحاب الارض واعتدائهم علي القدس ليقول لهم: "أخي جاوز الظالمون المدي" فحق الجهاد وحق الفدا"!
وعبدالرحمن الأبنودي الذي رفض هزيمة 67 ليهز وجدان الناس ويحرك مشاعرهم ويقول لهم "أبدا بلدنا للنهار.. بتحب موال النهار" ليتغني بها عبدالحليم حافظ.
ثم لاننسي الرسالة التي وجهتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم لكل فناني مصر ومبدعيها.. والدور الذي قامت به بعد نكسة 67 وأثناء حرب الاستنزاف ورحلاتها التي طافت بها العالم لاقامة حفلاتها لصالح المجهود الحربي للاسهام في إعادة بناء قواتنا المسلحة.. لتغني بعدها "أصبح عندي الآن بندقية" ليجئ بعدها نصر أكتوبر العظيم في 73 ليرفع الجندي المصري علم مصر فوق سماء سيناء الحبيبة لترتفع معه رؤوسنا جميعا.. لتظل مصر عزيزة أبية وتبقي دائما منارة للفن والإبداع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف