يسرى حسان
أي حاجة .. كأنهم يتحدثون إلي موتي!
لو لم تكن تعرف "مصر الآن". جيدا وتابعت وسائل إعلامها الحكومية والخاصة. حيث لم يعد هناك فارق بينهما. لقلت ما أسعد المصريين بحكومتهم التي تعمل ليل نهار من أجل راحتهم وإسعادهم ورخائهم. فكل شيء. حسب وسائل الاعلام. يسير بانضباط شديد وبخطط محكمة ومدروسة. وكل المواطنين في غاية الانبساط. خاصة محدودي الدخل الذين يتصدرون جميع تصريحات المسئولين المؤكدة أنهم في عين وقلب الحكومة. حتي لو كان أحدهم يتحدث عن مباراة في كرة القدم فلابد أن يحشر محدودي الدخل في جملة مفيدة.. مفيدة له!
أما لو كنت تعيش في مصر فسوف تضحك عندما تطالع هذه الوسائل. سواء أخبارها وتقاريرها أو مقالات الرأي فيها والتي تتحدث عن مصر أخري ويكتبها أما مدلسون أو مشتاقون أو منتفعون أو مأمورون أو متطوعون من تلقاء نفسياتهم.
وسوف تتأكد أن هؤلاء جميعا مسئولين وكتابا. يظنون أنهم يخاطبون مجموعة من الموتي ولا يسيرون في الأسواق ولا يأكلون مما يأكل الناس. ولا يدخلون أقسام البوليس. ولا يذهبون بأولادهم إلي المدارس.
العنوان الرئيسي الذي يمكنك اطلاقه. بارتياح شديد. علي أغلب وسائل اعلام "مصر الآن" هو "ملتقي التدليس".. هناك فرق متخصصة. وبعضها عائلي. في التدليس علي الناس. مهمتهم تزييف الصورة وليس فقط تجميلها. والدفاع باستماتة عما يعتبرونه انجازات. وحتي عندما يهاجمون مسئولا هنا أو هناك فإن الأمر لا يعدو مجرد توزيع أدوار. أو وسيلة لحرق هذا المسئول أو ذاك. إما بأوامر من فوق. وإما لأن وجوده يتعارض مع مصالح أرباب نعمتهم.
وأنت إذا عدت بذاكرتك إلي الوراء قليلا. أيام مبارك مثلا. فسوف تجد نفس السيناريو وإن كان أيامها أقل فجاجة ونطاعة. وسوف تجد نفس الاشخاص بغباوتهم. يلعبون الآن نفس الأدوار التي لعبوها سابقا. فالتدليس مرض لا شفاء منه.
جربنا إذن نفس الطريقة في الماضي. وعاينا نتائجها. ورغم ذلك نعود إليها مجددا مع إنه لم يثبت تاريخيا أن تجربتين بنفس المواصفات أديتا إلي نتيجتين مختلفتين. لكن ماذا تفعل مع الذين جبلوا علي التدليس والنفاق. والذين لهم ذاكرة الاسماك.
لو نظرت إلي تصريحات المسئولين ومقالات المدلسين المصابين بهوس الاسترزاق لظننت اننا بلد بلا أي مشاكل. وأن مسئولينا يؤدون ما عليهم وأكثر. لكنك ستعود وتسأل إذا كان هؤلاء علي هذه الدرجة من الكفاءة والموهبة فلماذا يشكو الناس إذن؟ لا تتعب نفسك في البحث عن إجابة. ستجدها لدي فرقة حسب الله الاعلامية. ولعل شتائمهم للشعب التي يمطرونه بها كل مساء عبر منصاتهم الاعلامية. تكون شافية بالنسبة لك.. إحنا اللي وحشين فعلا ولا نستحق هؤلاء العباقرة.
اضحك حتي لا تنفجر.. أو انفجر فلن يسأل فيك أحد.. حضرتك بالنسبة لهم مش موجود أصلا.