الأخبار
محمد الأصمعى
حروف عاصفة .. الغلابة وتجارة الأعضاء
أثناء مروري بشارع قصر النيل وجدت طفلاً يفترش الرصيف وبجواره أكياس المناديل التي يعرضها للبيع، كانت ملابس الطفل رثة وحاله يرثي لها..كل هذا بات مألوفاً في ظل غلاء اكتوي بناره الفقراء، لكن الذي جعلني أقترب من الطفل أنني وجدته منهمكا في استذكار دروسه وكتابة واجبه الدراسي، سألته عن سبب تواجده علي الرصيف فقال إن ظروفه هي التي اضطرته إلي ذلك.. رغم فقر الطالب الشديد إلا أن أمله كان يتسع الدنيا كلها.. أخبرني أن لديه إصرارا علي استكمال دراسته مهما فعلت به الأيام حتي لو بات لياليه أسفل الكباري.. كان لدي « حسني حمادة « الطالب بإحدي مدارس المنيب همة وعزة نفس كبيرة، فقد رفض أن يأخذ أية نقود لكنه طلب فقط أن من يريد أن يساعده عليه أن يذهب إلي مدرسة بمنطقة المنيب لسداد مبلغ 20 جنيهاً « قيمة المجموعة المدرسية «.. تحدثنا كثيراً عن قضية بيع مافيا تجارة الأعضاء لكننا لم نتحدث عن الجانب الآخر من الرواية.. إنهم الغلابة، ولماذا يضطرون إلي بيع قطع من أجسادهم ؟ هؤلاء الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت لا يمكن أن نحمل « جزاري الأعضاء البشرية « وحدهم هذه الجريمة التي تورط فيها عدد من كبار الأطباء، فالحكومة بل الحكومات المتعاقبة شريك أساسي في هذه الجريمة، ومن العار أن تترك الحكومة غلاء الأسعار يلتهم الشعب بهذا الشكل الذي يئن تحت وطأة الغلاء دونما رحمة، فلابد من رقابة صارمة علي الأسعار ومواجهة جشع وفساد التجار وإلا فلترحل تلك الحكومة التي تعرقل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في التنمية و تثبت يوماً بعد الآخر فشلاً ذريعاً « بدرجة امتياز
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف