حسين حمزة
بكل صراحة .. ترهيب قضاة الملاعب
زلزال جديد بمقياس ٨ ريختر ضرب الساحة الرياضية هذا الأسبوع .. بدأت آثاره المرعبة عقب انتهاء مباراة الأهلي والمقاصة مساء الأحد الماضي في بطولة الدوري العام التي انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف.
فجر الزلزال رئيس نادي الزمالك بمطالبته بإقالة رئيس لجنة الحكام وشطب حكم المباراة إبراهيم نورالدين وإحالة أحمد الشيخ لاعب المقاصة إلي التحقيق بتهمة مجاملة الأهلي بإهدار ضربة الجزاء.. وهدد بالانسحاب من الدوري إذا لم ينفذ اتحاد الكرة هذه المطالب.! توتر وقلق وشد وجذب وجدل ساد الوسط الرياضي، بل الرأي العام المصري أمام هذه المفاجآت الغريبة.. فربما تكون المرة الأولي التي نشهد فيها هذه الأحداث غير المبررة التي لا ترمي في مضمونها إلا للانتقام من الأهلي الذي يتصدر جدول الدوري العام، الغريم التقليدي للزمالك.. فالزمالك لم يكن أحد طرفي المباراة، وليس من حقه هو أو غيره التدخل في أي مباراة ليس طرفاً فيها.إن الهدف الواضح الذي لا يخفي علي أحد والدافع الحقيقي وراء هذه الحرب الضروس هو إزاحة الأهلي من فوق القمة حتي يفسح الطريق لنفسه للفوز بالدوري حتي لو كان الثمن ترهيب لجنة الحكام وتهديدهم علي كل دبة نملة.. وكأن الحكام ملائكة معصومون من الخطأ.
رغم أن المتابع الجيد لمباريات الدوري المصري والدوري الأوروبي يتأكد أن حكامنا بخير ويتفوقون بكثير علي حكام أوربيين، بل معروفين جدا، ونراهم يسقطون في أخطاء فادحة باحتساب أهداف غير حقيقية وضربات جزاء ظالمة، ولم يعترض أحد.. ولم يعلق أحد، فالنظرة إلي الحكم دائما كالقاضي الذي يجلس فوق المنصة، وظيفته تحقيق العدالة.. حتي القاضي أحيانا يجانبه الصواب في إصدار حكم ما، فيضطر المدعي عليه للطعن عليه أمام المحكمة الأعلي ويثبت الخطأ في تطبيق القانون ويحُكم لصالحه.. هل معني هذا أن قاضي أول درجة رجل مرتش؟.. أو صاحب هوي؟.. إن ما حدث من إدارة نادي الزمالك خطأ فادح، خاصة أنه صدر عن أكبر أندية مصر والوطن العربي، ونسيت إدارة النادي أن حكام مصر هم أنفسهم الذين تجاوزوا عن احتساب أكثر من ضربة جزاء عيني عينك وهدف مليون في المائة ضد الزمالك، وشاهدوا مباراتي طنطا ووادي دجلة الأخيرتين وأنتم تصلون وتدعون لحكام مصر الذين أهدوكم نقطتين في المباراتين.
أما أحمد الشيخ فقبل أن تطالبوا بمحاكمته، حاكموا كل لاعب أهدر ضربة جزاء.. يا جماعة ارفعوا أيديكم عن الحكام يرحمكم الله.