شهدت مصر نهضة كبري في عصر جمال عبد الناصر في جميع المجالات. ورغم الخلاف بين المؤرخين حول ايجابيات وسلبيات حقبة عبد الناصر. فان أحدًا لا يشكك في وطنيته واخلاصه في خدمة الشعب المصري. وبصفة خاصة الطبقة المتوسطة التي استفادت استفادة كبيرة من الاصلاحات الشاملة التي شهدها عصره.
وأي تقييم موضوعي لتلك الحقبة يجب أن يتناول السلبيات كما يتناول الايجابيات. ومن السلبيات التي تلح علي الذهن في الوقت الحاضر للاستفادة من دروسها. اندفاع عبد الناصر في طريق الوحدة مع سوريا مدفوعًا بحلم الوحدة العربية الكبري. إلا أن هذا الاندفاع أوقعه في خطأ أدي إلي الانفصال بعد ثلاث سنوات فقط. وهو ما كان يمكن تجنبه لو أنه استمع إلي من حذروه دون عنف من الوحدة الفوقية التي تتم علي مستوي القيادات في البلدين. دون مراعاة الظروف السياسية والاجتماعية لكل بلد.
وكان الخطأ القاتل في هذا المجال تمسك ناصر برؤيته التي أيده فيها من حوله وشجعوه عليها. وتجاهله تحذير الشيوعيين له من أن عمر هذه الوحدة قصير لأنها لا تقوم علي أسس سليمة. حيث كان النظام السياسي السوري قائماً علي تعدد الاحزاب. بينما اعتمد عبد الناصر علي التنظيم الواحد. وبدلًا من الاستماع إلي الرأي المخالف الذي عبر عنه أصحابه دون عنف ومناقشته. لجأ إلي الزج بمن خالفوه وراء القضبان. ممارسًا عليهم تعذيبًا بشعًا متصورًا أنه يمكنه بذلك تحقيق حلمه دون معارضة. وكانت المفارقة أن انتهت التجربة بالفشل كما حذر المعارضون. الذين وجهت اليهم تهمة الخيانة والعمالة. بينما ظل في المسئولية حول عبد الناصر من شجعوه علي طريق الفشل الوحدوي. التاريخ عبر ودروس يستفاد منها. لكي تتواصل النجاحات. ولا تتكرر الأخطاء.
تتجه الحكومة لطرح عدد من الشركات الحكومية بالبورصة في الربع الأول من 2017. في تكرار غير منطقي لتجربة فاشلة في الخصخصة أدت إلي خسائر اقتصادية واجتماعية فادحة انعكست بالسلب علي حياة المواطن البسيط. وحسب تصريح لوزيرة الاستثمار فان البداية تشمل 3 شركات بترول هي الإسكندرية للزيوت المعدنية "أموك". والهندسية للصناعات البترولية والكيماوية "إنبي". وسيدي كرير للبتروكيماويات "سيدبك". وهي شركات ناجحة وتحقق أرباحًا سنوية متميزة. هذا القرار يحتاج الي اعادة نظر مع الوضع في الاعتبار تجربة عصر مبارك الفاشلة في الخصخصة.
لقطة:
بمناسبة انعقاد مؤتمر دعم زراعة القطن. يلزم تصحيح معلومة خاطئة متداولة هي أن محمد علي أدخل زراعة القطن في مصر. والصحيح أن مصر عرفت زراعة القطن منذ أيام قدماء المصريين. وفي العصر الحديث يذكر علماء الحملة الفرنسية. الذين درسوا أحوال مصر قبل بدء حكم محمد علي بسنوات. أن ¢القطن يزرع في الصعيد والدلتا. ويتم جني أول محصول بعد مرور ثلاثة أشهر علي تفتيح اللوزة. ويقوم الاطفال والنساء بعملية الجني التي تستمر ثلاثة أشهر. وتترك النوارة في الشمس لتجف ثم تنزع القشور يدويًا¢.