الوفد
علاء عريبى
رؤى .. كمائن عفى عليها الزمن
الحادث الإرهابى الجبان الذى وقع صباح أمس فى منطقة الطالبية بالهرم، وراح ضحيته 6 من أولادنا الشباب الضباط والأمناء والمجندين، يجب بعد أن نودع شهداءنا إلى مثواهم الأخير، ونتضرع لله العلى القدير أن يدخلهم فسيح جناته، يجب أن نتوقف ونحلل الحادث، كيف وقع؟، ولماذا؟، ومتى وقع؟، وما هى الثغرات التى استغلها الإرهابيون؟، وكيف نسد هذه الثغرات ونتجنب استشهاد أولادنا؟
حسب المعلومات الصادرة من وزارة الداخلية: عبارة عن تفجير عبوة ناسفة فى أحد الأكمنة الأمنية الثابتة، وقيل إن الإرهابيين قاموا بزرع العبوة، وفى رواية أخرى: عبوتان، احدهما داخل حديقة، والثانية بالقرب من شجرة بجوار مكان ارتكاز الكمين، وقيل إن الإرهابيين قاموا بتفجير العبوة عن بعد، وذكرت المعلومات أن الانفجار وقع قبل صلاة الجمعة.
حادثة مثل هذه ليست الأولى التى يروح ضحيتها أولادنا فى الجيش أو الشرطة، حيث إن العشرات من الحوادث الإرهابية، بل يمكن أن تقول إن معظم العمليات الإرهابية فى سيناء أو فى القاهرة تقع فى كمائن ثابتة، حتى أن بعض الكمائن قام الإرهابيون بضربها أكثر من مرة، وراح فى كل مرة العديد من أولادنا الشباب الضباط وصف الضابط والجنود.
الملاحظة الثانية إن زرع الإرهابيين للعبوات فى الأشجار التى تتمركز تحتها الكمائن، أيضا ليس جديدا، فقد شهدت القاهرة أكثر من حادثة مماثلة، قام الإرهابيون بزرع عبوات فوق الأشجار وبجوارها وتم تفجيرها فى أولادنا، مثلما حدث من قبل فى مصر الجديدة بميدان المحكمة، وأمام جامعة القاهرة.
الملاحظة الثالثة: إن هذه الحوادث تقع دائما فى الفترة الصباحية، ونظن أنها فترة استرخاء أو لحظة تغيير ورديات أو استعداد للصلاة أو غير ذلك.
الملاحظة الرابعة: إن جميع الكمائن يتم اختيار مواقعها بدون دراسة، ودائما ما يتم اختيار مواقع سهلة المنال، بالقرب من أشجار، فى ناطق مفتوحة يسهل هروب الجناة.
الملاحظة الخامسة: اختيار ضباط من حديثى التخرج لا يمتلكون خبرة تأمين موقع، مع غياب الرقابة أو المتابعة للكمائن من الضباط الأعلى والأكثر خبرة، فلا أحد يمر على الكمين للتفتيش على مدى يقظة الأفراد.
الملاحظة السادسة: افتقار أولادنا فى الكمائن بشكل عام إلى خبرة اختيار المواقع وتأمينها، وتأمين المساحات المحيطة بها،
أو ولادنا وقد استشهدوا، والأخطاء واردة، لكن الأهم أن نعيد النظر فى الكمائن بشكل عام، موقعها، الهدف منها، عدد أفرادها، خبرتهم فى القتال وحماية الموقع، وخبرتهم فى التصدى للمعتدين.
وزارة الداخلية مطالبة بأن تضع خططاً تدريبية لأولادنا، يتدربون فيها على كيفية اختيار المواقع، وتأمينها، وتأمين المساحات المحيطة بها، لم يعد ينفع بحال أن ندفع بأفراد، ضباط، جنود، صف ضابط، من الشباب قليلي الخبرة القتالية، ولم يعد يجدى اسلوب الدفاع عن الموقع من خلف ساتر بداخلها يجب تأمين الكمائن والمناطق المحيطة بها بالمتاريس، والكاميرات، وصفارات الإنذار، وبأسلحة تمكنهم من المواجهة، كما يجب أن تقوم كل مجموعة بتفتيش الموقع ومحيطه كل نص ساعة، يجب ان نفكر فى تأمين حياة أولادنا، ولا نتركهم يستشهدون بسهولة فى كمائن عفى عليها الزمن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف