عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. أكملوا هذه المشروعات أولاً
عظيم جدًا، وجميل، أن نقرأ تصريحات الوزراء والمحافظين عن عشرات المشروعات الجديدة، وفى كل اتجاه.. ولكن الأجمل هو استكمال ما يجرى تنفيذه من مشروعات حاليًا.. وكأن الكل يتسابقون فى طرح العديد من الأفكار والمشروعات.. دون أن يتأكدوا من إمكانية وسلامة تنفيذها.. وهؤلاء المتسابقون يعيشون فى سباق رهيب نحو الإعلام.. رغم أن فيها مشروعات ظللنا نحلم بها عشرات من السنين، دون أن ترى النور.
<< بل إن منها مشروعات فكر فيها مسئولون سابقون.. «وعملوا منها البحر طحينة» ثم دخل معظمها عالم النسيان، بعد أن اكتشفوا الحقيقة. ومن ذلك ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ ما أعلنه محافظ كفر الشيخ عن مشروعات استغلال الرمال السوداء ومنها كثير من التلال حول مصب فرع رشيد. وكانت هذه فكرة طيبة عندما كانت مياه فيضان النيل تحمل إلى هذه المصبات كميات هائلة منها وبدأنا مشروعاً رائدًا، بدأه بعض المستثمرين الإنجليز فى أوائل الخمسينيات، حيث كانوا ينقلون هذه الرمال من عند رشيد إلى باكوس بالإسكندرية وتمر على سيور متحركة عليها مغناطيس لالتقاط المعادن الموجودة بهذه الرمال.. وكان من بينها الكثير من المواد المشعة.. وعندما جاء الدكتور عزيز صدقى عقب عمليات التمصير، أنشأ على أساسها شركة لاستغلال هذه الرمال السوداء.
<< ولم نفكر يومها أن مشروع السد العالى أوقف وصول هذه الرمال إلى مصبات النيل بين فرعى دمياط شرقًا ورشيد غربًا.. ثم فشل المشروع بالكامل وتمت تصفية الشركة.. وهذه الأيام يجىء أكثر من محافظ لكفر الشيخ ليحاول إحياء هذا المشروع.. لتنمية الموارد المحلية للمحافظة وتوفير فرص عمل لأبنائها.. فهل نطبق المقولة القديمة: عندما يفلس التاجر.. يبحث فى دفاتره القديمة.. بينما تملك المحافظة أكبر مزارع للأسماك فى مصر، وبالذات البلطى معشوق كل المصريين.. حقيقة تنفذ الدولة مشروعًا عالميًا لإنشاء مزارع سمكية بالذات عند منطقة غليون، وهنا يجب أن تتركز كل الجهود لتحويل المحافظة إلى أكبر منتج للأسماك، سواء من خلال هذه المزارع الجديدة الواعدة.. أو بتحويل بحيرة البرلس، إلى أكبر مزرعة طبيعية فى كل شمال الدلتا بجانبها ورش لصناعة السفن السطحية الصغيرة.. بشرط إيقاف إلقاء مياه الصرف الزراعى والصناعى والصحى فى هذه البحيرة، لتقدم لنا أفضل الأسماك.. بأقل الأسعار.. مع مصانع لإنتاج شباك الصيد اللازمة ومصانع للأعلاف.. مع مصانع للثلج.. وصالات لتنظيف وتشفية هذه الأسماك.. أليس هذا أجدى من البحث عن المعادن فى الرمال السوداء.
<< ونعود لضرورة استكمال المشروعات الجارى تنفيذها، قبل البدء فى أى مشروعات أخرى.. حتى لا يتندر الناس بحكايات أبولمعة وإخوته عن المشروعات كثيرة العدد.. ونسينا أن العدد فى الليمون، رغم ارتفاع سعر الليمون هذه الأيام.
وعلينا هنا أن نطبق سياسة «على قد لحافك» ليس من باب القناعة كنز لا يفنى.. ولكن من باب استكمال المشروعات قيد التنفيذ حتى توفر فرص العمل للشباب المنتظرين، بعيدًا عن الوظيفة الميرى وتراب الميرى، إذ يجب أن نقلل إلى أدنى حد حجم عدد العاملين الموظفين فى الدولة بينما لا ينتجون شيئًا يذكر.
<< أكلموا المشروعات الحالية.. نصفق لكم.. أما أفكار أبولمعة فليس هذا وقتها.