المساء
عزة يحيى
الرقابة الإدارية
في خضم الأحداث التي نعيشها وفي كل أزمة من الأزمات التي نمر بها في كل القطاعات نري الدور البارز للرقابة الإدارية فجهود العاملين فيها في ضبط منظومة الحياة لا تخطئها العين الضربات المتلاحقة والموجعة ضد الفاسدين تؤكد أن الهيئة لديها عزيمة وتصميم علي المضي في معركتها الطويلة الشاقة لمحاصرة الفساد هذه الضربات القاصمة لاصطياد كل من تسول له نفسه العبث بمواردنا وأموالنا تساهم في تقليص الاحساس بالإحباط من كم السلبيات التي عجزت بعض أجهزة الحكومة عن معالجة أثارها الوخيمة هذا ليس انحيازا ولكن ما نلمسه علي أرض الواقع يكشف بجلاء أن كل التحركات المستمرة بهدف مقاومة أشكال الانحرافات المنتشرة في كافة القطاعات وجرائم العدوان علي المال العام إلي جانب الحملات المكثفة لكشف وقائع الرشوة وتطهير الجهاز الإداري من الفاسدين من كبار المسئولين وصغار الموظفين.
كل ما يواجهنا من إهمال واستهتار وسوء إدارة ومخالفة القوانين نجد أن الرقابة الإدارية تتصدي بقوة لتفكيك شبكات الفساد الرامي بظلاله علي قطاعات الدولة المختلفة في لحظات الغفلة وغض البصر من بعض المسئولين.
وخلال الأسبوع ضبطت الهيئة أكبر شبكة دولية للاتجار بالاعضاء البشرية تضم مصريين وعربا استباحوا حياة المرضي الضعفاء واستغلوا العوز والفقر لارتكاب جرائمهم التي تتنافي مع الاخلاقيات والقوانين وسوف تكشف الأيام القادمة تفاصيل عن مستشفيات الموت ولصوص الاعضاء البشرية التي استمرت عدة شهور لجمع التحريات والتسجيلات للرقابة الإدارية لم تكتف بكشف كل المتورطين بل قدمت كل الوثائق والمستندات التي توضح كل تفاصيل النشاط الإجرامي وقامت مع وزارة الصحة باغلاق كل المنشآت الطبية المتورطة في الجريمة.
اعتقد أن هذه القضية الخطيرة لا ينبغي أن تمر دون وقفة مع الأجهزة المسئولة في وزارة الصحة الذين تركوا الحبل علي الغارب للمنشآت الطبية دون متابعة أو رقابة حتي تحولت إلي مصائد للموت السجل الطبي لدينا حافل بكوارث وأخطاء قاتلة والفساد الطبي مستمر ومنتشر بجميع المستشفيات لقد تحولت مهمة الطب الإنسانية إلي تجارة يمارسها شياطين وليسوا بشرا غير عائبين بسمعة المهنة داخليا وخارجيا لولا يقظة الرقابة الإدارية لتحول المرضي والأصحاء إلي قطع غيار تباع في الأسواق شأنها شأن السلع تحية لهؤلاء الرجال وجهودهم المضنية التي تقف بالمرصاد ضد الاستغلال والاهمال والسرقة واصحاب الذمم الخربة التي تنتهك كل الأخلاقيات لهثا وراء المال الحرام.
نحن نعول عليهم كثيرا في عمليات المواجهة التي تستنزف المقدرات ولكن ينبغي أن تمتد اليقظة والانتباه وتستيقظ ضمائر كل من تولي موقع المسئولية في إدارة الدولة في تلك المرحلة الصعبة.
" الغش "
لاننا اعتدنا التقصير وتساهلنا مع الغشاشين بعقوبات هزيلة تزايدت حوادث الغش خاصة في سوق السلع الغذائية ولما لا فمعدة المصري تهضم الزلط.
مؤخرا قام أحد المحامين بتقديم بلاغ ضد مصنع هاينز لاستخدامه الطماطم الرديئة المصابة بالعفونة والديدان في تصنيع الكاتشب.
الصور التي تم تداولها في شاشات الفضائيات توضح أن المصنع والعاملين لا يراعون الاشتراطات الصحية ولا يطبقون المواصفات القياسية في مراحل الصناعة.
السؤال إذا كانت هذه الصورة القبيحة في شركة مفترض أنها مالتي ناشيونال فماذا عن المصانع الصغيرة وبير السلم التي تغرق السوق بمنتجات مختلفة تدمر صحة المصريين والكارثة انه لولا البلاغ ما كانت الأجهزة المعنية ستتحرك وتقوم بالتفتيش والقبض علي أحد المسئولين بالمصنع.
كل ما يحدث يؤكد أننا نعاني قصورا وتقصيرا في عمل الجهات الرقابية المعنية بضبط الأسواق والتفتيش علي المصانع والأسواق.
لابد لأجهزة الدولة أن تستشعر الخطر وتعمل وفق منظومة متكاملة من أجل حماية الصحة والحفاظ علي سمعة المنتجات فلا يصح أن نترك المواطن يقع فريسة بين مطرقة الفساد وسندان الأسعار.
" أحمد الشريطي "
فقدنا الأسبوع الماضي الأخ والصديق أحمد الشريطي من الصعب اختزال صفاته الطيبة وأخلاقه الكريمة في مجرد كلمات والأصعب التأقلم مع فكره الفراق فهنا يكمن شقاء النفس وتصبح الحياة مجموعة صور نستعيد بها الذكريات.
وداعا الصديق الوفي صاحب الأخلاق العالية والذكريات الجميلة قد يلهينا الزمن لكن مثلك يبقي في الذاكرة لا يغيب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف