الأخبار
جلال دويدار
في ذكري المولد النبوي الشريف مطلوب تفعيل أعظم للأزهر
في الذكري العطرة لمولد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ندعو الله العلي الكريم الذي كلفه برسالة السماحة والسلام وكل القيم الفاضلة إلي البشرية ان ينعم علي مصرنا الغالية وأمتنا العربية والإسلامية بكل الخير والفلاح والخلاص من كل ما يهز أمنها واستقرارها ويغذي التآمر علي وحدتها وتضامنها. في هذه المناسبة التي تعد فتحا للإنسانية وتعظيما للعلاقة بين الإله الواحد القهار وخلقه.. لا يسعنا سوي التمني والتطلع بأن يغمر البشرية بفضله ويهدي أبنائها إلي سواء السبيل.
لا يمكن أن يجري الاحتفال بهذا المولد الشريف دون ان نتذكر المهمة الجليلة التي اضطلع ويضطلع بها الأزهر الشريف دعما ومساندة للدعوة الإسلامية. في هذا الإطار فإننا لا نملك سوي إبداء الاحترام والتقدير بلا حدود لشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذي تربطني به أقوي الصلات انطلاقا من الثقة في أمانته ومصداقيته ووطنيته. كل هذه الصفات تجعله فيضاً للعطاء العلمي واللوجستي لمساندة الدعوة الإسلامية الوسطية علي مستوي العالم. في نفس الوقت لا يمكن لاحد أن ينكر جهوده للنهوض بهذه المؤسسة الإسلامية العملاقة العريقة التي ظلت وعلي مدي ١٤ قرنا قلعة وحصنا وحامية لصحيح هذا الدين العظيم. وفي هذا الشأن لا يفوتني الاشادة بالجهود البناءة التي تقوم بها وزارة الأوقاف بأئمتها ودعاتها تحت قيادة وزيرها الدكتور الشيخ محمد مختار جمعة.
رغم هذا فإنني لا استطيع ومعي الكثيرون من المؤمنين بهذا الدور الذي قام ويجب أن يقوم بها هذا الكيان العتيد.. ان ينتابنا القلق لما يسود الساحة من تصاعد لنبرات ودعوات ضد الإسلام المستنير الذي يتحمل مسئولية إرساء دعائمه عن جدارة وعلم.
هذه القلة المنحرفة من الخوارج استغلوا عن عمد وسوء نية ما يصدر عن قلة من المنتمين للأزهر الشريف بنشر الاتهامات بالتكفير. هذا التوجه تحول إلي مهنة لبعض الأفراد والتنظيمات للارتزاق.. بممارسة الإرهاب والقتل والتخريب والتورط في مؤامرات العمالة لقوي خارجية لا تضمر أي خير للإسلام ولا المسلمين. ليس من عائد لهذا السلوك الإجرامي سوي تشويه هذا الدين العظيم بغير وجه حق أو سند. مطلوب من الأزهر الشريف في هذه المرحلة دور أكثر ايجابية وفاعلية في التصدي لإرهاب التكفير والا يقتصر علي بيانات التنديد.
إن استمرار هذه الصورة المقلقة حولت العديد من الدول الإسلامية إلي ساحات للصراعات والتقاتل لا تخدم سوي الاعداء المتربصين. هذا الأمر هو الذي يدفعني إلي الاعتقاد وأرجو أن أكون علي خطأ بان الأزهر الشريف ملاذ المسلمين والنور الذي ينير طريقهم.. لا يضطلع بالدور المطلوب منه علي الوجه الأكمل.. في هذا الإطار فإن الشيء المؤكد انه يملك إمكانات العلم والحجة والجهد الوفير والقدرة لإجهاض كل هذه الاستهدافات لرسالة الإسلام التي حملها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
يجب ألا يُفهم ما أقوله عن حب وغيرة نحو الأزهر وإمام المسلمين الشيخ أحمد الطيب وعلمائه الأفاضل.. ان فيه أي مساس من قريب أو بعيد بهذه الأعمدة الاساسية لمواصلة الدين الإسلامي لرسالته الإلهية.
هنا لابد ان اسجل في هذا الشأن ان هذا الصرح الإسلامي التليد خرج ومازال يخرج علماء ودعاة أجلاء. هذه الكوكبة التي يحفل بها تاريخ الإسلام قديما وحديثا. انها لم تتوان للحظة واحدة استنادا لما اكتسبوه من فقه وعلم وفير قاعدته التفسير الصحيح لآيات القرآن الكريم.. في تحمل المسئولية وفقاً للإمكانات المتاحة لإعلام المسلمين وكل الكافة بصحيح الدين الذي يدعو للسلام ولكل ما يحفظ حقوق إنسانية البشر. هذا الدين الذي أنزله الله علي سيدنا محمد هدياً للعالمين. يدعو في رسالته الابدية للقيم والمبادئ العظيمة في قوله تعالي : »وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ»‬ وفي قوله تعالي: »‬لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» (صدق الله العظيم).
لا يمكن ان يخفي علي أحد تقدير الدولة المصرية غير المحدود لما يقوم به الأزهر الشريف انتصارا للإسلام الوسطي وفقا لما نزل به كتاب الله المبين. في هذا الإطار حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطاب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف علي تأكيد تبنيه لجهود تصحيح الخطاب الديني الإسلامي والاشادةبما تبذله هذه المؤسسة الدينية العظيمة في هذا الشأن.. علي الجميع أن يتذكر توصيف الإمام والعالم الجليل الشيخ محمد متولي الشعراوي لمصر بأنها حصن منيع للإسلام. هذه الصفة يؤكدها الدور التاريخي لمصر في نصرة هذا الدين العظيم. انها دعوة أمينة وصادقة تحفز كل القوي الأمينة علي الدعوة إلي التعاون والتنسيق ونبذ أي خلاف أو فرقة. لم يتجاوز الرئيس السيسي الحقيقة والقول الصحيح عندما قال إن الله دائما مع مصر المبروكة وانه إذا كان أحد يقدر علي الله فإنه بالتالي سوف يقدر علي مصر.
إن هذا الدين العظيم يطالب المسلمين بالتوافق الذي يجب ان يستند إلي سماحة الإسلام وقول الله تعالي: »‬واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» ان هذا التوحد هو الوسيلة الوحيدة والفاعلة لمواجهة التصدي لكل محاولات تشويه الإسلام من جانب الخوارج ومموليهم ومسانديهم الذين لا يسعدون بأي خير ينال هذا الدين ولكل من هداه الله إلي اعتناقه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف