الجمهورية
احمد المنزلاوى
حمــــــــــــــــــــــي الفخـــــــــــــــــــــــــر
أصابت الكثيرين من بني الإنسان فادعوا رفعة الاصل وارتفاع البنيان وسرعان ما تظهر الحقيقة فيتعرضون للحرج والهوان.
ولا بأس أن نمر علي يوم الفتح الأكبر وما وقع فيه لأبي سفيان وما طلبه العباس له من خير الأنام.
فصادفهم في الصباح والمساء من الرجال والنساء والصغار والكبار يحاولون الظهور في صورة تخالف الواقع ظناً منهم انها ترفع من شأنهم وتعلي من قدرهم وهي في الحقيقة تضرهم وتؤثر بالسلب علي مكانتهم بين الناس لأن معيار الحكم علي الناس يكون بعلمهم وأدبهم وحكمتهم وحسن سلوكهم لا بملابسهم ولا سياراتهم ولا هواتفهم ولا عناوين سكنهم.
والأمثلة كثيرة لا تنتهي. سيدة تدعي ان والدها الراحل مات عن منصب كبير وهو في الحقيقة زوج أمها ورجل يقول انه يسكن هنا والحقيقة انه يسكن هناك وآخر كان يختار ماركة السيارة الأجرة التي يركبها وينتظرها طويلاً حتي تأتي.
ذهب رجل مرة ليخطب لابنه من محافظة مجاورة وقدم نفسه علي انه من الأعيان وكان مظهره يدل علي ما يقول.
ادعي ملكية ثلاث عربات وماكينتين ووابور وبعد الزواج جاء والد العروس إلي قريته ورأي الأحوال أقل بكثير عما سمع وسأل عن العربات.
- فأشار الرجل إلي عربة الحصان "الكارو" وعربة ماكينة "الدراوة" وعربة الطين التي تستخدم في ضرب الطوب وأعمال البيت والأرض.
- وماذا عن الماكينتين.
هذه ماكينة "الدراوة" وتلك ماكينة الخياطة التي تجلس زوجتي خلفها.
والوابور.
هذا وابور الجاز نعد عليه الشاي ولنا فيه مآرب أخري.
كان الرجل من محبي الفخر والوجاهة. باع أرضه التي ورثها عن أبيه وأنفقها علي مظهره جلابيبه الصوف وعباءاته الجوخ حتي ساءت أحواله وقبل أن يغادر القرية إلي قرية أخري اختار القرية التي تناسبه "قرية الأمير".
وأبو سفيان بن حرب أحد سادات قريش أعلن العداء للاسلام ونبيه إلي أن أسلم في السنة الثامنة من الهجرة المشرفة عام فتح مكة جاءه مع العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه وأعلن أسلامه علي الطريق بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وجيش الإسلام في طريقه إلي فتح الفتوح.
قال العباس رضي الله عنه للنبي صلي الله عليه وسلم: "إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً".
فقال عليه الصلاة والسلام صاحب العفو الكبير: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل البيت "المسجد الحرام" فهو آمن".
وكان أبو سفيان ـ رضي الله عنه ـ من أهل القيادة والرأي في قومه.
أسلم عند قرية مر الظهران قبل مكة بمسافة 40 كم تقريباً في الوادي الذي يحمل نفس الاسم وتحول إلي "بطن مر" ثم إلي "وادي فاطمة" في القرن العاشر الهجري وينسب إلي فاطمة الزهراء رضي الله عنها وقبل فواطم أخريات يمتد الوادي من الشرق إلي الغرب يبدأ من الطائف وينتهي عند بلدة بحرة ناحية جدة كانت به 300 عين وعرف بخصوبة أرضه وتعدد ثماره وقيل ان اسم المكان جاء من موقعه في قلب الوادي أو لطعم بعض ثماره.
ومع فتح مكة في 20 رمضان 8 هـ الموافق 10 يناير 630 م.. والظهر خلاف البطن والظهر الأرض المرتفعة وأيضاً طريق البر والمثني: ظهران.
قدم رجل نفسه لشاب قائلاً: - أنا عمك الشيخ الحاج أحمد. قال الشاب:
- إن والدي وحيد. العم شقيق الوالد.
- أنا في سن والدك تقريباً فأكون في مقام عمك.
- لا. فمن أنت. - أنا الشيخ الحاج أحمد.
- درست في الأزهر إمام وخطيب مؤلف للكتب الدينية.
قال الرجل: أصلي بالناس جماعة في المسجد القريب من منزلي إذا غاب مقيم الشعائر.
- لا. فمن أنت: - الحاج أحمد.
- هل طفت وأتممت الشعائر ووقفت بعرفة.
- قدمت في القرعة ولم يظهر اسمي.
- لا. فمن أنت. - أنا أحمد. - سلامات يا أحمد.
ولو قدم الرجل نفسه باسمه فقط لاحترمه الشاب وقال له أهلاً يا عم فلان.
تقدم تربي بمقابر الإمام إلي أهل فتاة ليخطبها ولما سألوه عن عمله. قال: - أمين مخازن في الإمام الشافعي. يقول الشاعر الحكيم: ليس الفقير فقير المال والذهب إن الفقير فقير العلم والأدب
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف