الوفد
محمد عبد العليم داوود
حِجر ترامب لا يتسع إلا لإسرائيل
يحدثونك عن محاربة الفساد وهم من لم يتحملوا مجرد تصريح لرئيس أكبر جهاز رقابي عن حجم الفساد.. فأقالوه وأودعوه زنازين أشد البشر إجراما... ويبدو انهم افترضوا في الشعب الغباء أو النسيان عندما أطاحوا بالمحافظ محمد عبدالظاهر لأنه كشف وزيرا يتواطأ في ضياع مليارات الجنيهات مجاملة لرجل أعمال.. رغم أن نفس الوزير ورث أرضا استولي عليها والده الوزير الطاغية في عهد ما قبل 25 يناير .. ونظرا لأن أنظمة حكمنا المتتالية تعشق توريث جينات الفساد في كل عهد .. فقد أتت به لجنة سياسات جمال مبارك وزيرا للتربية والتعليم خلفا لأبيه طاغية عصره وزمانه .. وجاء به النظام وزيرا للتنمية المحلية .. نعم يحدثونك عن تزاوج السلطة بالثروة، وتجد أن كل رجال جمال ولجنة السياسات أصبحوا اليوم يتصدرون المشهد داخليا وخارجيا .. وأصبح مجرم الأغذية الفاسدة يتربع علي عرش رئاسة لجنة من أقوي لجان البرلمان ... ومن جينات توريث الفساد للأبناء انتقلوا الي مرحلة أخري وهي توريث سيطرة المال الأسود علي السياسة فورثوا أبو هشيمة لمجد أحمد عز فدعم حزبا للسلطة مصيره قريبا أو عاجلا إلي زوال فلم تنجح سلطة يوما في انشاء حزب إلا وقد انهار بها الي عمق الضياع ... استقرئوا التاريخ جيدا أيها الأغبياء ... يحدثونك عن أدب الحوار وهم يملون علي مخبريهم من مقدمي البرامج أسوأ ما عرفه التاريخ من تدن وسوقية الكلام .. واستشهد بعقول المصريين من هم أشد سفالة وانحطاطا في قول الكلام ... أليس هم مخبري فضائيات رجال اعمال ما قبل 25 يناير الذين استورثهم هذا النظام .. يحدثونك عن التبعية وهم وصبيانهم سعداء كالمجاذيب لوصول ترامب ابن الحزب الجمهوري الي حكم الأمريكان ... وتناسى البلهاء أن دعاية راعي البقر والمتهور الهائج قد سب ولعن أبو العرب .. وأعلن تحريمه لدخول المسلمين من أمريكا ... نعم يحادثونك عن العروبة وهم سعداء بأنهم قد حان لهم الوقت ان يجلسوا علي حجر ترامب بدلا من ملوك الخليج ... وهم لا يدرون أن ترامب ابن الحزب الجمهوري الذي أضاع وقسم العراق وقتل الأطفال، وسحب منها أنهار النفط لمصانع أمريكا وترك لهم أنهار الدم حتي أصبحت أكثر فيضانا من دجلة والفرات .. يرقصون طربا لترامب ابن الحزب الجمهوري الذي قام سفاحوه من قبل بوش الأب والابن بأن حربهم في أعقاب 11 سبتمبر ستكون باسم الصليب .. يحدثونك عن تبعية علماء مصر ونوابغها وهم يحلمون ليلا نهارا برؤية ترامب الملهم والمعلم .. أثق أن الحزب الجمهوري لا يختلف عن الحزب الديمقراطي ولا كلينتون عن ترامب في وفائهما للكيان الصهيوني ... فقضيتهم أولا وأخيرا اسرائيل ... ولكن كيف لعربي مسلم أو قبطي يرقص طربا لحلول ابن الحزب الجمهوري الذي سحق كرامة العرب والمسلمين في سجون جوانتانامو وسجن أبو غريب . نعم هم يحدثونك عن الحريات.. وقد اغتصبوا قلعتها وأرادوا انشاء كيان مواز لها لعل تخرص أصواتهم ..واستعينوا بأهل الطبل والزمر منذ أيام الاتحاد الاشتراكي حتي لجنة السياسات وإن عاد جمال وعز يوما ستجدونهم حاملين لهما المباخر ... يحدثونك عن المحاباة وهم غارقون فيها لأعناقهم، وفي النهاية لا بد أن تعلموا أن ترامب قد تزوج ثلاثا وقد استبدلهن لكن المفضلة لديه كانت الثالثة ... وبناء عليه فلا ملوك الخليج سيستمرون علي حجره وأيضا مجاذيبه في القاهرة، ولكن ستبقي إسرائيل هي المفضلة أولا وأخيرا علي حجر ترامب وكل من جلس علي عرش راعي البقر أي راعٍ سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف