المساء
عياد بركات
شخشخة المصاري!
بغض النظر عن شخشخة المقالات التي قد تجد آذانا "صاغية" في صحف تصدر في لندن علي غرار المقال المعنون "عرس بشار وموت حلب" بصحيفة الحياة اللندنية في 3/12 الجاري.. فإن القضية في سوريا ليست قضية "بشار" بقدر ما هي قضية بقاء سوريا موحدة وشعبها حي يرزق.
"بشار" في حد ذاته لا يعني أحدا منا في شيء الا بمقدار ما يعني هو للشعب السوري. فإذا كان يعني شيئا للشعب السوري فإنه يعني أيضا لكل عربي.. والعكس صحيح!..
وعلي مبدأ ذكر فان الذكري تنفع المؤمنين فإن لسوريا ومفكريها وقادتها دينا في أعناق كل عربي.. ذلك أنهم أول من حملوا راية الاستقلال عن الخلافة التركية المريضة التي يحاول "اردوغان" الآن استعادة جزء منها فهو "مريض" بحنين الي ماض بغيض علي قلوبنا!
إذن المسألة ليست الأسد.. المسألة هي سوريا الواحدة الموحدة سواء أراد ذلك كتاب "المصاري" أم كرهوا.
هل هناك وصاية علي أي شعب في اختيار نظامه ورئيسه؟ وما ينطبق علي الشعوب ينطبق بطبيعة الحال علي شعب سوريا الشقيق.. ولكن دعوا سوريا وادعوا لها أن تقضي أولا علي عصابات الارهاب من جبهة النصرة وفتح الشام وداعش وبعدها لكل حادث حديث!!
هذا يجرنا لسؤال مهم: منذ متي كان داعش وجبهة النصرة وفتح الشام دعاة ديمقراطية؟ بل ومنذ متي كانت الأنظمة المتأسلمة تعترف بالديمقراطية بصورتها المعروفة عالميا؟!
الديمقراطية كمفهوم حديث لم تكن يوما من بين الكلمات المتداولة في قاموس الارهاب اليائس.
في مصر نحن ضد الارهاب.. الارهاب الذي يقتل ويسفك الدماء كما يحدث في سيناء والهرم وكفر الشيخ أول أمس ولا نعلم اليوم أو غدا أين يحدث؟!
والارهاب في الشام أو العراق أو سيناء أو ليبيا هو ارهاب واحد وان اختلفت مسمياته فكيف اذا كان كله داعشيا من أصل اخواني واحد؟!
طبيعي ان من يكره الارهاب في سيناء والهرم وكفر الشيخ.. يكره أيضا مثيله في سوريا.. وصنوه في العراق وشقيقه في ليبيا!
ونريد في هذا الصدد أن نؤكد عدة حقائق.. الأولي: ان الأنظمة العربية التي تدعم الارهابيين في سوريا بحجة دعم الثورة هي أنظمة أبعد ما تكون عن الثورة.. كما انها لا تعترف بالديمقراطية الحديثة من أساسه!
الثانية: ان الأموال التي تضخ للارهابيين عبر تركيا تكفي لإعاشة كل فقراء العالم العربي بل فقراء المسلمين عموما.. هكذا نهدرها بغباء منقطع النظير!
الثالثة: ان كل دعم للارهاب في العراق وسوريا لا يصب أبدا في المصلحة العربية العامة بقدر ما يصب في عكسها بالضبط أي لصالح اسرائيل وتعالوا نقرأ ما أعلنه منذ أيام الجنرال "هرتس هاليفي" رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية في اجتماع مغلق بجامعة تل أبيب حين قال: "إن ضعف تنظيم داعش وتقليص الدولة التي أقامها التنظيم ليس من مصلحة اسرائيل وان هزيمة داعش ـ لو حدثت ـ سوف تترك اسرائيل وحيدة في مواجهة أعدائها وتحديدا حزب الله.
ورأي هرتس. ان مصلحة اسرائيل تكمن في منع هزيمة داعش.. وانه لا مانع من أن يعمل الغرب علي اضعاف داعش دون اجتثاثه أو تدميره.
انتهي كلام هرتس هاليفي ولم تنته شخشخة "المصاري" في آذان الارهابيين.. ومن أسف أيضا كبار الكتاب أحيانا!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف