نادية سعد
ليسوا أساتذة ولا قامات كبري!!
إذا كان الاتجار في الاعضاء البشرية وسرقتها جريمة كبري تصل الي حد الكارثة وقد تصل عقوبتها الي السجن المؤبد فإن تورط اطباء وصلوا لدرجة استاذ بالجامعة في هذه الجريمة البشعة يكشف خبايا النفوس المريضة والضعيفة والتي لا تشبع !!..فرغم انني دائما لا اقبل ان يكون الفقر والاحتياج مبررا لأي جريمة مهما صغرت فإنني هنا لا اجد سببا لهؤلاء الاانه الطمع والجشع وانعدام الضمير والأخلاق وعدم الخوف من اللهپ والا لتحسبوا للآخرة وهم يقدمون علي فعلتهم الحقيرة ويتكالبون علي مال حرام من المؤكد انهم ليسوا في حاجة اليه!!
عصابة الاتجار في الاعضاء البشرية يديرها خمسة من اساتذة الطب في عدة جامعات وصفهم البعض وهو يستعرض جريمتهم في وسائل الاعلام بأنهم قامات طبية كبري لها وضعها ..وأنا اختلف مع هذا الوصف فالقامات الكبري الحقيقية تحركها قيم ومبادئ ولا تتحكم فيها شهوات دنيوية مثلما تحكمت في هؤلاء .. فماذا ينقص استاذ جامعي يتكسب كثيرا من عمله في الجامعة وفي مستشفي خاص او اكثر الي جانب عيادته الخاصة؟.. ان دخله الحلال يتيح له السكن الراقي ومنتجعا صيفيا وآخر شتويا ..يتيح له ايضا الكثير من متع الحياةپ كالسفر والترحال وامتلاك افخم وأحدث السيارات ويتيح له ان يقيم اعراس ابنائه في افخم الاماكن ..فماذا ينقصه حتي يرتكب فعلته الحقيرة ؟!!
تحكم فيهم الشيطان ودفعهم لاصطياد ضحاياهم من شباب في عمر الزهور تحت ضغط الحاجة وافقوا علي بيع جزء من جسدهم بثمن بخس بينما استاذ الجامعة يتقاضي الثمن بالدولار واليورو والسبائك الذهبية!!.. مات ضميره وهو يمسك مشرطه وينزع عنه قدسيته وهو ينتزع كلية الفقير ليزرعها لمن يدفع اكثر !! عاد الي فيلته او قصره ونام قرير العين وهو يعلم ان الشاب الذي اغتصب كليته من المؤكد انه فقد صحته وقد يقضي بقية عمره يعاني عجزا يمنعه من تكسب قوت يومه !!كل هذا لايهم فالمهم ان تتضاعف الثروات الاملاك !!
في الحقيقة هم ليسوا اساتذة ولا قامات كبري ..فالاستاذ الحقيقي هو القدوة والمعلم وباعث القيم.. والقامة الكبري الحقيقية هي التي تسمو فوق الاطماع وتنتصر علي اغراء المال وحبپ التملك ..انهم وفقط نفوس مريضة ضعيفة تمكن الشيطانپ منها واقل ما تستحقه هو فضحها وتكرار نشر وذكر اسمائها .. وانتظار صدور احكام تدينهم ليتم شطبهم نهائياپ من نقابة الاطباء ومنعم من ممارسة هذة المهنة الانسانية حتي يكونوا عبرة لأمثالهم.
من الواضح ان جريمة بيع وسرقة الاعضاء هي جريمة مستمرة وان ما يتم كشفه هو النزر اليسير بدليل ان منظمة كوفس العالمية لمناهضة الاتجار في البشر قالت انه يتم اجراء 7000 عملية من هذه النوعية في مصر سنويا.. وحذرت المنظمة من تحول مصر الي برازيل الشرق الاوسط في تجارة الاعضاء البشرية.. معني ذلك ان هناك عصابات اخري لم تتكشف بعد فهل تنشط الاجهزة الأمنية والرقابية لكشف المزيد من هذة الجرائم البشعة التي تعتمد علي اطباء مات ضميرهمپ واساءوا الي منصب استاذ الجامعة وافقدوه مكانته؟
لولا هذة الفئة الضالة من الاطباء ما كانت هناك تجارة في لحوم البشر لذلك يجب ان تكون عقوبة هذه الجريمة هي الاعدام اذا اردنا تحقيق الردع ..الي جانب ما ينتظرهم من عقاب في الآخرة وقد يذيقهم الله في الدنيا كأسا أمر مما اذاقوه لضحاياهم ووقتها لن ينفعهم مال اكتنزوه او املاك هنا وهناك فإذا ضاعت الصحة فلن تعوضها كنوز الدنيا .