حميدة عبد المنعم
المشكلة السكانية في نيجيريا
أهل نيجيريا أهل طيب ومودة.. أهل رجاحة عقل وكرم بارز وأرض الكنانة الرحباء دامت.. منارة المقصد ومقصد كل مريد عابر.. بهذه الكلمات للشاعر محمد درويش اختتمت دولة نيجيريا الدورة التدريبية بمعهد بحوث الصحة الإنجابية بمدينة الإسكندرية ل 16 متدرباً لتغير المفاهيم المغلوطة لدي الشعب النيجيري في الصحة الإنجابية وتنظيم النسل. فالشعب المصري يرتبط بالنيجيري بجذور وأواصر قوية ومن هنا كان علي مصر تصحيح الأخطاء المغلوطة في هذا المجال عبر جهات عديدة ويأتي في مقدمتها المحور الديني لمناقشة الأسباب المؤدية لمفاهيم خاطئة تجاه القضايا المتعلقة بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بشكل عام المتضمنة "ختان الاناث - الرضاعة الطبيعية والرعاية الأساسية للأم والطفل" لاستخلاص ما يمكن تطبيقه في نيجيريا عرض لهم د. شوقي علام مفتي الديار المصرية بالنسبة لتنظيم الأسرة ما هو مستقر عليه في مصر هو من الأمور الجائزة والرسول أباح هذا باتفاق الزوجين وبالطبع هذا لا يخالف الشرع وايضا المذهب المالكي أباح هذا وهو تنظيم الأسرة أثناء الرضاعة لأنه يؤثر علي الطفل الرضيع ويكون العزل بالوسائل السابقة واللاحقة وما هو مغلوط عندكم أن موت الأم أثناء الحمل أو الولادة هو طريق للشهادة!!
هذا أمر يرفضه الشرع والدين ويمكن للشعب النيجيري أن يبدأ حملة تنظيم الأسرة بقوله تعالي: "حمله وفطامه في عامين" بأن يكون ذلك الأساس والبداية لمواجهة الزيادة السكانية في نيجيريا فالإسلام يحرم رمي الإنسان في التهلكة بالحمل المتكرر مراعاة لصحة الأم فالمؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وبناء الإنسان الجسدي والمعنوي أصل من أصول الشريعة الإسلامية لكن لو ماتت الأم بعد كل ذلك فهي شهيدة. أما فضيلة الإمام الأكبر أكد أن الدين الإسلامي نزل لصالح الإنسان وتنظيم الأسرة شيء أحله الشرع ولكننا نرفض الإجهاض لمخالفته للشرع إلا إذا كان خطراً علي صحة الأم وهذا يحدده الأطباء وليس رجال الدين. ونحن في الأزهر نقدم للحكومة النيجيرية منحاً دراسية لأبنائنا في نيجيريا في "الطب والصيدلة والدراسات الإسلامية" لمواجهة تلك المشكلة وتصحيح المفاهيم الخاطئة.. وعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم فتعتبر نيجيريا من أكبر الدول الافريقية من حيث عدد السكان وتبلغ الكثافة السكانية 5.167 نسمة لكل كيلو متر مربع ويبلغ معدل الانجاب لديهم 1.8 وفي الشمال المشكلة كبيرة حيث يبلغ 6.12 والجنوب 6.1!!.. ركزت الدورة علي دور الجمعيات الأهلية في مناهضة المشكلة السكانية بنيجيريا بوضع آليات للشراكة مع المنظمات العربية والافريقية. وقيام المركز الديمجرافي المصري بإعداد كوادر تساهم في دعم القضية السكانية للوصول إلي تنمية مستدامة. وتوجيه الإعلام النيجيري للقضايا المتعلقة بالصحة الإنجابية والقيادة السياسية في البلدين مؤمنة بتلك القضية ويقع عليها عبء كبير لتحقيق نجاحات في هذا المجال فالشعوب تحتاج إلي تنظيم أسرة لأن الأسر في إفريقيا فقيرة للغاية وكثير من الدول الافريقية معنية بتلك القضية ومن أجل تلك القضايا أنشئ في البرلمان المصري لجنة افريقيا وتلك القضية إحدي جداول الأعمال لها. فتخفيض وفيات الرضع والأمهات ونشر الثقافة الإنجابية هدف تلك الشعوب وإحداث تكامل بين الشعوب يؤدي إلي مواجهتها ويتأتي ذلك بجهود مضنية للمجتمع المدني المعني "بالدعوة تغير المفاهيم كسب التأييد" للوصول للهدف وتحقيق معدلات نمو معقولة تساهم في حياة كريمة للفرد.