عبد الرحمن فهمى
عزت العشماوي.. عشماوي بلا مشنقة!!
زمان يا زمان.. من قصص مهازل زمان الكروية.. ولا يحلي الكلام إلا بالصلاة والسلام علي خير الأنام صلي الله عليه وسلم.. بدون ربابة أقول لكم إن نادي الترسانة في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينات كان له فريق مرعب مطعم بخير لاعبي السودان مع مدرب مخلص رائع اسمه "عم شيوي" مرتبه عشرة جنيهات!! والمباراة بين الأهلي والترسانة.. انتهي الشوط الأول بتقدم الترسانة بثلاثة أهداف.. في بداية الشوط الثاني وصلت النتيجة إلي خمسة أهداف.. فإذا بصالح سليم ينفعل ويفقد أعصابه بعد الهدف الخامس ويجري نحو مرماه ويضرب الظهير ميمي عبدالحميد بالقلم ويطرده خارج الملعب ويرجع صالح إلي خط الظهر ويلعب بدلاً من ميمي!! وانتهت المباراة بفوز الترسانة بالخماسية.. كان الظهير الثاني مع صالح شقيقه طارق سليم تعاونا لوقف نزيف الأهداف وقد كان!!
ہہہ
وعلي طريقة عزت العشماوي الرائعة خفيفة الظل.. كان يشاهد المباريات الهامة علي كرسي بجوار خط الملعب.. بعد المباراة لاحظنا أن العشماوي ينزل مع اللاعبين والحكام إلي حجرات الملابس.. وبعد خروجه سألناه كالعادة:
- خير يا أبوالكباتن؟؟
- والخير ييجي منين؟! شطبته هو الآخر!!
- شطبت مين.. صالح واللا ميمي واللا مين
- ما علاقتي باللاعبين.. أنا شطبت الحكم والمساعدين ايضا وتعالوا بالليل احضروا الجلسة الأسبوعية.
ہہہ
سأل عزت العشماوي الحكام خلال هذه الجلسة واحداً واحداً:
- ما هو خطأ زميلكم الذي ودع الملاعب اليوم؟
ولا إجابة واحدة صح!!
كان واجب الحكم هو طرد صالح سليم بمجرد أن مد يده وضرب زميله.. نعم صالح الكابتن وهذا زميله وليس من لاعبي الخصم.. ولكن الزمالة والعقاب والثواب بصفة الكابتن ده في النادي ليس في الملعب.. استمرار صالح في الملعب خطأ.
الخطأ الثاني طرد ميمي عبدالحميد.. خلال التسعين دقيقة وقت المباراة الوحيد الذي له سلطة الطرد هو الحكم وليس رئيس الفريق.. كان يجب علي الحكم أن يطرد صالح سليم ويستدعي ميمي عبدالحميد ليكمل المباراة.
ہہہ
وبعد..
أخطاء الحكام وايضا مساعديه حاملي الراية كثيرة.. وفي كل الملاعب في كل الدول.. ولكن كان زمان رئيس لجنة الحكام يشاهد بنفسه المباريات الهامة الحساسة ذات النتائج الهامة.. ويشاهدها عن قرب.. ويتخذ قرارات هامة وخطيرة في لحظتها ولا ينتظر اجتماع لجنة الحكام ليدور الجدل ويكثر الكلام والرغي واختلاف وجهات النظر وبالتالي الاختلاف علي العقوبة.. توقيع العقوبة قبل أن يجف عرق الحكم له مفعوله وأثره.. لذلك قيل أن القضاء البطيء ظلم.. حتي في القضاء العادي.
الكارثة التي تحدث عندنا الآن أن الحكم يرتكب أخطاء واضحة.. ثم تجده في الأسبوع التالي حكماً لمباراة هامة.. وتسأل فيقولون لك أن اللجنة - لجنة الحكام - لم تجتمع بعد وجدول الحكام مستمر مادام لا يوجد قرار!!
واحياناً يقولون لك إن اللجنة رأت أن الحكم يحتاج لإعادة الثقة في نفسه وهذه المباراة بالذات كان لها ظروف!! لذلك كانت قراراته مهزوزة ومطلوب عدم خسارته كحكم مستقبل لا بأس به.. مطلوب إعطاؤه فرصة.. وهناك دول تري أن الدكتاتورية مطلوبة في محيط الرياضة.. مثل عزت العشماوي.. كان عشماوي بحق!! عشماوي بلا مشنقة!!