الأخبار
صبرى غنيم
لماذا لا نكون مثل السعودية .. أعدمت ٤٧ إرهابيا ولا تعليق
لماذا لا نكون فعلا في شجاعة السعودية.. ونقطع رقبة الإرهاب في ميدان عام.. السعودية أعدمت ٤٧ إرهابيا في أحكام إعدام جماعية وفي يوم واحد ولم تضع في حساباتها غضب الغرب أو انقلاب الأمريكان أو احتجاجات جمعيات حقوق الإنسان.. كل الذي يهمها أمن بلدها.. ولأن أحكامها مستمدة من شرع الله ولذلك كانت أحكاما نافذة لا علاقة لها من بعيد أو قريب ببروتوكول القوانين الوضعية والتي هي صناعة فرنسية تعطي المتهم فرصا في التأجيل وتطويل أمد التقاضي تحت ما يسمي بحق الدفاع.. صحيح هذا الحق معمول به في السعودية أيضا لكن في إطار شرع الله إن كان للمتهم حق فيه.
مشكلتنا في مصر أننا » نطبطب»‬علي المتهم ونفتح الأبواب لدفاعه بأن يصول ويجول ليطول أمد التقاضي ونحن علي علم بأن المتهم قاتل وأدلة الاتهام تدينه.. وكم من قضايا قتل وخسة وإجرام ارتكبها قتلة إرهابيون في حق رجال الشرطة ومواطنين أبرياء وللأسف تدخل قضاياهم في طَي النسيان بسبب إجراءات التقاضي.. مع أن القتلة علي قيد الحياة يتمتعون داخل السجون بنفس أسلوب حياتهم الذي كانوا يعيشون به.. تليفونات المحمول.. وجبات طعام نظام خمس نجوم.. فبعد أن كانت أجسامهم نحيفة صاروا »‬كالبغال» من الأكل والمرعي وقلة الصنعة داخل السجون.. ومش مهم دم اللواء نبيل فراج.. وهو أول من اقتحم حصار كرداسة.. ومش مهم ضباط قسم كرداسة الذين نكلت بجثثهم علي أبواب القسم.. والقتلي يستمتعون داخل السجون..
بالله عليكم ما ذنب الأبرياء شهداء الكنيسة البطرسية الذين أبكونا وأوجعونا علي استشهادهم بالوحشية التي حولت أجسادهم إلي أشلاء متناثرة.. كيف ستتم محاكمة القتلة يوم أن تنجح قوات الأمن في القبض عليهم؟ أكيد نفس السيناريو الذي حدث مع قتلة النائب العام المرحوم المستشار هشام بركات الذين ينعمون الآن بحياة سعيدة داخل السجن.. فالشهيد قد وري جثمانه التراب بعد أن جمعنا أشلاءه من الطريق العام. فقد كان قتله بطريقة بشعة أثارت غضب ووجدان الرأي العام وتوقعنا أن يكون الثأر بإعدام هؤلاء القتلة في ميدان عام.. للأسف إجراءات التقاضي أعطتهم حق الاستمتاع بالحياة داخل السجون، ومش مهم دم الشهيد.. لذلك كان هؤلاء القتلة عنوانا في تشجيع زملاء لهم من الإرهابيين أن يرتكبوا جريمتهم في الهرم والكنيسة البطرسية.. هم يعلمون أنه حتي ولو تم القبض عليهم فسيكونون زملاء لرفقائهم في السجون.. من يصدق هذا؟! كم بكينا وهللنا وللأسف عاجزون عن أن نثأر لقتلانا.. بسبب قانون جنائي أعرج.. لذلك أقول لماذا لا نكون في شجاعة السعودية؟!
السعودية كدولة كانت قوية في الأخذ بالقصاص من رءوس الفتنة.. مش مهم عدد الضحايا سواء كانوا أفرادا في الشرطة لكن المهم أمن البلد.. وقد سمعت تعليقا بعد الإعدام الجماعي الذي تم في يوم واحد رميا بالرصاص وبإطالة الرقاب بالسيف.. أن الإعلان عن تنفيذ أحكام الإعدام كان الغرض منه بث الطمأنينة في الشعب حتي يطمئن علي أمن بلده.. هل في مقدورنا أن نكون مثلهم؟ اسألوا الأزهر الشريف فهو أول من أعلن تأييده لأحكام الإعدام الجماعية في السعودية ويومها علق في بيان قال فيه »‬بأنها أحكام الله»..
الأزهر الشريف يعلم أن قانون العقوبات المصري أعطي المتهم فرصا في نقض الحكم.. ولمحكمة النقض أن تعيد المحاكمة أو يستثمر دفاع المتهم حقه في رد المحكمة كوسيلة في مد أمد التقاضي ويصبح الباب مفتوحا وغير معلوم متي يصبح الحكم نهائيا حتي يسدل الستار علي القضية.. فكم من أبرياء يدفعون حياتهم ثمنا للغدر والخيانة وهم يؤدون واجبهم بشرف فيلقون الشهادة من عبوة ناسفة أو طلقة من رشاش آلي، ويوم أن يسقط المجرم في قبضة العدالة تراه يتنقل من قاعة محكمة إلي قاعة أخري ومن محامٍ إلي محامٍ.. وتطول السنون ودم الأبرياء لا يجف لأن الثأر يظل معلقا إلي أن يصبح الحكم باتا وقد يكون الطعن في صالح القاتل بسبب ثغرات في القانون يستغلها الدفاع فيتغير شكل الحكم من إعدام إلي مؤبد كما حدث في معظم الأحكام.. فينعم المتهم بالحياة، ولا يهم من يدفع الثمن عن إهدار دم الشهيد ولا من يعوض أرملة الشهيد عن فقدان رجلها ولا أطفاله اليتامي.
المصريون يعرفون جيدا أن لديهم قضاة يتمتعون بالشجاعة فيصدرون الأحكام حتي ولو كانت بالإعدام ليست ارضاء للحاكم ولا للرأي العام لأن علاقتهم مع ربهم وليست مع البشر.. صحيح الرأي العام يطالب بالقصاص لكن مطلبه لا يجد مكانا عند القضاء بغير قانون.. فكم من قضايا راح فيها شهداء، سقطوا أمام عيوننا ولأن القاضي لا يستطيع أن يصدر حكما دون أن يعطي لدفاع المتهم فرصته في الدفاع أو طلب التأجيل.. من هنا تأتي العدالة علي ظهر سلحفاة..
مشكلتنا أننا نمشي علي خط مستقيم في التقاضي، فمثلا قانون الإجراءات الجنائية قانون وضعي من صنع البشر، ومع ذلك فرنسا نفسها خرجت عن الخط المستقيم واختصرت إجراءات التقاضي بهذا القانون في محاكمات الإرهاب.. لكم أن تتخيلوا المدة التي صدرت فيها الأحكام علي إرهابيي فرنسا.. فقد صدرت في ٢١ يوما لا شهور ولا سنين.. فلماذا لا نكون مثل الفرنسيين.. كفانا حرق دم يا برلمان..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف