** ربما يري البعض إمكانية تعايش وتغلغل "الفساد" في جو "الإشاعات" ونشر الشائعات.. طالما أن الشفافية والحقيقة غائبة عن المواطن.
** وربما يرتبط الفساد بالشائعات بميثاق غليظ في زمن انكسرت فيه حواجز الجدران الإعلامية وانفتحت خلاله الفضائيات علي مصراعيها.. وبالتالي لم يتبق أمام المواطن من سبيل سوي أن ندعم بنائه الثقافي وتحويله إلي حصن منيع يحول دون تناوله للمعلومة قبل أن يمررها علي عقله لتصديقها بسهولة وحتي لا يتم تداولها دون التدقيق فيها!!
** وربما يري البعض أن المنظومة القائمة علي الفساد تستعين بالاشاعات في اللحظات الحرجة والتي تدرك وقتها أن مصالحها مهددة وأنها سوف تتعرض لخطر تفكيكها.. وبالتالي لن تراعي سلامة واستقرار البلاد لأن الوطنية منزوعة من ضمائرهم ولا يحكمهم سوي المادة!!
** ولن يتأتي لنا التصدي للأخبار التي من شأنها أن تسهم في زعزعة الاستقرار إلا من خلال توافر الشفافية في تصريحات المسئولين لأنه بدون ذلك سوف نفتح الأبواب للقيل والقال بما فيها انتشارا لإشاعات دون تمحيص أو تفحيص أو حتي تقديم دليل.
** ومن غير المتصور أن نستيقظ علي تصريحات بتوافر أدوية أمراض السكر والسرطان.. ونفاجأ بأن امبولات الأنسولين لمرضي السكري مختفية من معظم الصيدليات والمستشفيات وليس أمام المريض سوي أن يتعلق بأغنية "دوخيني ياليمونة" حتي يجد الحقنة "المجنونة"!!
** وليس من المتصور أن نفاجأ بقرار إلغاء الجمارك علي الدجاج المستورد مع مرور إحدي الصفقات القادمة من وسط البحر ثم يتم التراجع في القرار أمام باقي الصفقات حتي لو كان الهدف إغراق السوق لضمان تخفيض الأسعار.. بما يفتح الأبواب أيضاً لتداول الشائعات خاصة إذا لم تنخفض الأسعار!!
** ينبغي أن ننتبه لقراراتنا في عصر السماوات المفتوحة لأن الشائعات التي يتم نشرها عبر وسائل الإنترنت العالمية والتواصل الاجتماعي تستهدف بث روح الخلاف والفرقة عبر تأليب أبناء الوطن الواحد علي بعضهم من خلال نشر الفتن لتفكيك وحدة الصف بالمجتمع وتمزيقه وإضعاف معنوياته وتأليب الفقير علي الغني والشباب علي كبار السن والعاملين علي أصحاب العمل!!
** وقبل أن نفكر في إعداد الخطط الإعلامية الاستباقية المرنة للتعامل مع الشائعات والقضاء عليها في لحظة ميلادها.. فإنه يقع علي عاتق وسائل الإعلام الوطنية والقومية مهمة ثقيلة تستلزم زيادة وعي القراء والمشاهدين والمستمعين خاصة فيما يتعلق بمسألة بنائهم ثقافياً لتعميق الوعي لديهم وبما يدفعهم لأن يكونوا قادرين علي التمييز والانتقاء من بين ما يتعرض له من مئات الأحداث يومياً بالإضافة إلي مراعاة مواد مشروع قانون الإعلام الجديد لتغليظ عقوبات نشر الإشاعات لصالح مصالح منظومة الفساد!!