الجمهورية
زياد السحار
صلابة المصريين.. وجنون الإرهاب
عاد الإرهاب يطل بوجهه القبيح من جديد.. يضرب بعنف وجنون شعب مصر الطيب العظيم في أغلي ما يملك: وحدته الوطنية وسلامه الاجتماعي المنيع.
خسة ونذالة أبعد ما تكون عن الدين ــ كل الدين ــ ولن يتوقف وسيظل يمارس خبثه ومجونه ضد هذا الشعب الصامد وهو يواجه الصعاب.. صعاب كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية.. وكلما ازداد الشعب صلابة وتماسكاً جن جنون الإرهاب والمتآمرين.. وهو الأمر الجلل الذي لا يسمح لنا بلحظة استرخاء أو ركون وسط دعوات مشبوهة من هنا أو هناك تدعو لمصالحة أو سلام هم في الغالب منقسمون حوله لأن الكثيرين منهم لازال في قلوبهم لوعة تصل لدرجة الغل والغليان بعد فشل تجربة حكم الإخوان لمصر وإزاحة الشعب لهم في ثورة 30 يونيه التي رفضوا الاعتراف بها ووقفوا ضد إرادة الشعب في اعتصامات مسلحة بنية إعلان الدولة الموازية من ميادين الاحتشاد.
وبغض النظر عن دعوات مصالحة ليس الآن أوانها. لأن زمن الانخراط في العملية السياسية قد ولي فإن المسئولية الحكومية والمجتمعية في الحذر والترقب ورفع درجة الاستعداد الدائم للتحسب لتلك العمليات الغادرة التي تتحين أوقات الراحات والإجازات والمناسبات الدينية والقومية وهذا حال الإرهاب منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي.
أتصور أن هذا الحذر والحيطة كان يجب أن يمتد خاصة في المناطق الحيوية المؤثرة ولا سيما بعد حادث مسجد السلام في الهرم وبعد فشل دعوة 11/11 ويبدو أنها كانت خطة معلنة غير فعلية في حين أن التمويه كان مقصوداً للتنفيذ في توقيتات أخري بدأت تتوالي فيها تلك العمليات الإرهابية الخسيسة.
ويبدو جنون الإرهاب ملحوظاً باختيار هذا التوقيت الروحاني الذي يحتفل فيه المصريون جميعاً مسلمين وأقباطاً في مودة وحميمية بذكري المولد النبوي الشريف.
ولا مبالغة من جانبي في ذلك لأن هذا والنسيج الوطني الشاهد عليه محال حلوي المولد التي اعتاد المصريون تناولها في هذه المناسبة.. وقد تلاحظ أن الإخوة المسيحيين الذين يشترون هذه الحلوي لا يقلون عدداً عن المسلمين الذين اعتادوا شراؤها.
وبالمناسبة أذكر أستاذنا الراحل الكبير عدلي برسوم نائب رئيس تحرير الجمهورية الأسبق الذي كان يكتب مقاله الأسبوعي "عمار يا مصر" وكان يفيض حباً وعشقاً لمصريته التي لا تعرف تفرقة بين مسلم ومسيحي.
كانت المناسبة دعوة مشابهة لمقاطعة حلاوة المولد بسبب ظروف اقتصادية. وجدته مندهشاً ورافضاً لهذه الدعوة ومردداً بسماحته ورقته لماذا يريدون حرمان الناس من طعم "الحلاوة" في هذه المناسبة الغالية.
هكذا دوماً هي علاقة المسلمين والأقباط التي يريد الإرهاب الجبان أن يضربها في مقتل.
ومن قراءة مشهد العملية الإرهابية الخسيسة اندهش عندما نعرف انها جاءت بعد ساعات قليلة من وقفة الإجلال والاحترام التي طلبها الرئيس السيسي من الحاضرين في مؤتمر الشباب ليلة أمس الأول تقديراً وإعزازاً للشعب المصري العظيم الذي أفشل دعوة 11 نوفمبر. وتحمل أعباء أخطر قرارات اقتصادية في تاريخ مصر.. وهو الأمر الذي زاد من جنون المتآمرين ضد هذا الشعب المتمسك بوحدة بلاده وأمنها واستقرارها رغم كل الظروف.. ورافضاً لأية دعوات ثورية يدرك جيداً عن عواقبها ستكون وخيمة ويمكن أن تحقق للمتآمرين هدفهم في نيل الكعكة الكبري مصر التي استعصت عليهم وأبي شعبها أن يكون مصيره كمصير تلك الشعوب الضائعة في المنطقة وسط صمت دولي مريب ومصالح دول عظمي وإقليمية تسعي لخراب الشرق الأوسط.
ورغم كل التحديات ستبقي مصر رغم أنف المتآمرين والحاقدين ولكن المطلوب المزيد من الحذر والحيطة لأن معركة الإرهابي طويلة وخسيسة.. ولا يجب أن ننسي أننا بعزيمة شعبنا وصلابة جيشنا في رباط إلي يوم الدين.
***
هاينز.. والطعام خارج المنزل
بعد فضيحة مصانع "هاينز" أكبر منتج للكاتشب والصلصة بالطماطم العفنة المفرومة بالفئران وبعد أن طالعتها كل الأمهات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
أدعوهن جميعاً لمراجعة عادات الأطفال والشباب في الطعام خارج المنزل واعتياد تناول الوجبات السريعة بكل ما تحمله من أضرار صحية بالغة زادت من معدلات الأمراض الخطيرة في بلدنا بدءاً من الأمراض المعوية ومروراً بأمراض القلب والشرايين والفشل الكلوي وحتي الأورام.
ورحم الله أمهاتنا وبالتأكيد الجدات اللاتي كانت تحرصن علي إعداد الطعام الآمن الصحي النظيف من خضراوات ولحوم وعصائر ومربات حيث كانت الأم المصرية وحدة إنتاجية متكاملة في منزلها لا تعرفن اللحوم المصنعة والمعلبات المحفوظة بكل ما تحمله من بكتريا ضارة وألوان صناعية ونكهات.
وأتصور أن برامج إعداد الطعام في الفضائيات يمكن أن تساهم في أن تعيد للأم المصرية الحديثة عادة الطبخ داخل المنزل وتجنب الأجيال الجديدة خطر الطعام خارج المنزل وهي ــ أيضاً ــ دعوة للترشيد في ظل الارتفاع المتزايد في الأسعار واستسهال رجال الأعمال الاستثمار في مشروعات المطاعم والكافيهات المنتشرة في بلدنا الان بصورة غير مسبوقة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف