في الطريق إلي استعادة الثقة.. لابد أن تحدث بعض الأخطاء.. وأثناء العمل الجاد لنيل المساندة والتأييد عن جموع الشعب.. قد تقع العديد من التجاوزات.. وخلال التصدي للمتآمرين والمخربين.. جائز أن تنحدر "قلة".. وترتكب مخالفات.. ينبغي لها مواجهة حاسمة.. ومعالجة سريعة.. حتي لا تسحب من رصيد جهاز الشرطة.. أو تمس أداءه ورداءه النظيفين والمشرفين.
اعترافا.. يؤدي رجال الشرطة دورا بطوليا عظيما في التصدي للعناصر الاجرامية.. وكم من شهداء أبرار روت دماؤهم الزكية الأرض الطاهرة.. دفاعا من دعائم الاستقرار.. وحفاظا لأمن الوطن.. وصيانة للأرواح والممتلكات العامة.. وفي سبيل ذلك طورت الوزارة عن أدائها.. وعدلت من خططها وبدأت تأخذ بزمام المبادرة.. ضد الارهابيين والخارجين علي القانون.
إقرارا.. تحاول الوزارة بشتي الطرق والوسائل.. سد الثغرات ومعالجة الأخطاء.. فأجرت العديد من الترقيات والتنقلات بين القيادات.. تجديدا للدماء.. وشحذا للهمم.. وإعطاء الفرصة لمن يملك القدرة علي مواجهة الفساد وبيد من حديد.. والتصدي للتجاوزات بالقانون الرادع.. وتطبيق قواعد الرقابة والتفتيش الدائمة لمنع أي فرد أمن من الوقوع في المحظور.
لكن.. الأمر يحتاج إلي جهد أكبر. وإنجاز أسرع.. حيث مازالت أماكن الحجز تفتقد أبسط قواعد الآدمية.. وهناك من الأمناء وأفراد الأمن.. ممن يستغلون المواقف.. ويتعاملون مع النزلاء بالقسوة والشراسة.. وحتي الآن يوجد "أقلية" تمارس العمل الأمني وكأنها "سلطان المكان والزمان".. تسب وتهين وتضرب بحقوق الانسان عرض الحائط..!!
لقد صار فرضا أن تعلم تلك "القلة الضالة".. أن الحسم والصرامة.. لا يعنيان أبدا إيذاء النفس وإضرار البدن.. وأن حق المساءلة لا يسمح بالشراسة والافتراء.. وأن اجراء التحريات وجمع المعلومات ليس بالقوة والاجبار.. والقهر والتعسف.. وإنما بالتزام كامل بالقوانين واللوائح.. وباحترام أكبر لحقوق المواطن الانسانية.
في المقابل.. ليس من النزاهة والشرف.. أن يستغل "المغرضون" سلبيات "القلة".. ويندفعون لتوسيع نقاط الالتهاب والصدام.. بين الشرطة.. وبعض الطوائف الأخري.. لاسيما الشبابية منها.. ويتناسون أنه ما من مهنة إلا وتضم أغلبية صالحة.. وأقلية طالحة.. بل يسعون بكل وسائل الخسة والنذالة لضرب التقارب والتعانق بين الشعب والشرطة.. وهنا يبرز دور الاعلام الوطني.. الذي لابد وأن يساهم في تصحيح المفاهيم.. وتوضيح الصورة.. وإبراز الإيجابيات.. وإظهار الأخطاء والتجاوزات في حجمها الحقيقي.. بلا تهويل أو تضخيم!!!
إن الشرطة تواصل الليل بالنهار.. لأداء دورها كما ينبغي.. وتقدم أبناءها فداء وتضحية لاستقرار وتأمين الوطن.. وفي نفس الوقت تجاهد للقضاء علي أخطاء "القلة".. تطهر وتصلح من الأداء والممارسة.. وتبذل الجهد المضني لنيل مساندة كافة القوي والتيارات.. ولعل اقدامها علي تخصيص أرقام تليفونات لاستقبال الشكاوي ضد تجاوزات أي رجل أمن.. خير دليل علي أن الشرطة عادت "لخدمة الشعب".