صبرى حافظ
تسلل .. الفضائيات وأزمة التحكيم
الأزمة التى يواجهها التحكيم الكروى المصرى حاليًا متشعبة ومتعددة ومتداخلة، وكل الأطراف تتحمل مسئولياتها بدءًا من الحكام أنفسهم مرورًا بالقنوات الفضائيات التى تخصص مساحة كبيرة من استديوهات التحليل لتحليل مواقف الحكام فى كل مباراة بالدورى وإبراز السلبيات أكثر من الإيجابيات.
ومع متابعة كل حكم لمباراة أدارها يحدث له حالة من الارتباك والضبابية بين ما يحاكى له ويتعلمه فى جلسات الحكام والندوات الخاصة بهم وما تعرضه هذه القناة الفضائية أو تلك من نقد وترى فيه صحة موقفها.
ولا يوجد فى العالم فضائيات بهذا الحجم تعرض مواقف مختلفة للحكام من زوايا متنوعة للتأكيد على خطأ الحكم ليأتى الحكم فى المباراة التالية مهزوزًا وكأنه مقيد ويتردد فى إطلاق صافرته خوفًا من احتساب الخطأ خاصة فى ركلات الجزاء، وكان موقفًا عجيبًا فى مباراة الإسماعيلى وطلائع الجيش التى أدارها أفضل حكم فى مصر وإفريقيا جهاد جريشة الذى احتسب ركلة جزاء فى الوقت بدل من الضائع فى الشوط الثانى حيث تردد كثيرًا قبل اطلاق الصافرة محتسبا ركلة جزاء وكان موقفه انعكاسًا لمردود الحملة الهجومية والأخطاء السابقة للحكام عليه رغم صحة القرار الذى احتسبه وكان من أفضل حكام الجولة الرابعة عشرة للدورى.
وفى الوقت نفسه من الصعب توجيه اتهامات بالفشل لرئيس اللجنة رضا البلتاجى الذى لم يتوان فى تقديم خبرته وخلفيته التحكيمية لزملائه الحكام ولو وجد أى شخص مكانه رئيسًا للجنة كان سيحدث نفس السيناريو لأن البلتاجى لم يتول المسئولية إلا منذ 40 يومًا فقط تقريبا ويرث تركة ثقيلة وحالة فوضى فى الشارع المصرى عامة والكروى خاصة والفضائيات، ورغبة البعض فى التخلص وإبعاد البلتاجى.
صحيح هناك أخطاء استفاد منها وتحمل تبعاتها كل الفرق وهى أخطاء تتواجد فى مختلف الدوريات وأقوى البطولات الأوربية ومنها الدورى الاسبانى والايطالى والانجليزى ولا يوجد دورى بدون أخطاء.
والغريب ان تكال الاتهامات للجنة الحكام الحالية، وجميع رؤساء لجنة الحكام السابقة تعرضت لنفس المواقف والأزمات مع اختلاف درجاتها إلا أن هذه المرة وجهت لشخص البلتاجى لأسباب شخصية بعيدًا عن النقد الموضوعى الذى يبنى ولا يهدم، والأوضاع كانت ستختلف كثيرًا لو كل الأندية حتى المظلومة منها أكدت مبكرًا مساندتها للحكام.
المشكلة المصرية فى كل المجالات الانتقاد اللاذع وعدم التروي فى اتخاذ قرار قد يؤثر على الكثيرين واختلاف المصالح يعنى بدون سابق إنذار ضرب الآخر فى مقتل دون الترحم عليه.!