فتحى حبيب
اللهم بلغت .. "عذراً.. رسول الله"
يأتي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وحال المسلمين والعرب في شتي بقاع الأرض لا يسر عدواً ولا حبيباً.. التفرق والتشرذم هو السائد.. الحروب الطاحنة بين أبناء الوطن الواحد دمرت أكثر من دولة عربية شقيقة وتحولت إلي حطام وهجرها الأهل والأحباب.
الفتن والمطامع علي السلطة الزائلة دمرت سوريا واليمن والعراق وليبيا وسقطت الدول التي كانت يوما عزيزة في اتون حروب أهلية دبرها وخطط لها الغرب الصهيوني وأمريكا بقيادة أوباما ـ وللأسف ـ بلع الجميع الطعم وأهلكوا شعوبهم.
أنظر إلي كل دول العالم غير المسلمة تعيش حياة مستقرة هانئة وفي أمن وأمان وينعم شعوبها بالرفاهية.. رغم اختلاف الأديان والمعتقدات بهذه الدول.. عكس المسلمين.. الذين يعبدون رباً واحداً.. ورسولهم واحد ودينهم الإسلام.
إن حال المسلمين ـ اليوم ـ يدعو للحزن.. والبكاء والحسرة.. مجموعات إرهابية ترتكب جرائم يشيب لها الولدان بزعم نصرة الإسلام.. والإسلام منهم بريء.. قسموا المجتمعات الإسلامية إلي فرق وأشياع وعاثوا فيها فساداً وإفساداً فقضوا علي الزرع والنسل.
لم يراع الإرهابيون حرمة وقدسية المولد النبوي الشريف واستهدفوا الأبرياء مرتين متتاليتين بالهجوم علي كمين أمني بالهرم بجوار مسجد السلام فأسقطوا 6 شهداء.. ثم أعقبوه بهجوم غادر علي الكنيسة البطرسية بالعباسية في جريمة وحشية غادرة أبكت المصريين جميعاً.
عذراً رسول الله.. لقد تجاوز بعض المسلمين المدي وأذوك بهذه الأعمال الإرهابية الغادرة والخسيسة في يوم مولدك المبارك.. انعدمت الرحمة في قلوبهم.. وسفكوا الدماء ورملوا النساء ويتموا الأطفال.. وخالفوا نهجك وتحولوا إلي مصاصي دماء.. والمصيبة أنهم يبررون ذلك باسم الإسلام!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عذراً رسول الله.. لقد خالف أكثر المسلمين نهجك.. ابتعدوا بشدة عن تعاليم الدين الحنيف وغرتهم الحياة الدنيا.. يحتمون بالغرب وأمريكا.. وعزهم ونصرهم في الإسلام.. يدبرون المكائد لبعضهم البعض بدلاً من التعاون والتماسك والاعتصام بحبل الله.. دول عربية وإسلامية تنفق الأموال بكثرة لإسقاط أنظمة وتفتيت دول.
عذراً رسول الله.. هذا حال المسلمين اليوم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.