المساء
اسكندر احمد
مصر الجديدة .. مدرسة رسول الله صلي الله عليه وسلم


نحن اليوم في مدرسة رسول الله "صلي الله عليه وسلم" فلابد أن نأخذ العبرة منها كي نتذكر إذا كنا قد نسينا.
ولد الرسول فكانت فاتحة خير علي العالم أجمع وليس علي المسلمين.. وضع أسساً للدولة الإسلامية التي مقامها الحق والعدل والمساواة.
بدأ حياته بالدعوة الصادقة التي استمدها من رب العزة سبحانه وتعالي.. قال بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وفي قراءة متأنية لحياة الرسول نجده وضع طريقاً صحيحاً وخطاً مستقيماً.. الدنيا عندما خلقها الله كانت تسير بقوانين وحدود لكن كانت هناك أشياء من صنع البشر لا تحافظ للإنسان علي كرامته وحريته.
الدنيا طريق للآخرة نعمل من أجل رضاء الخالق وليس لمحاربته في الأرض بالمعاصي.
جاء رسول الهدي بالدعوة والتي نادي بها أكثر من عشرين عاماً تكرس مكارم الأخلاق والعدل.. هذه الدعوة وضعت الإنسان في اختبار حقيقي مع نفسه إذا طال عمره وصار أكثر من معمر مثل سيدنا نوح وبلغ أكثر من ألف عام انتهت حياته وقابل الله بأعماله إذا كانت خيراً أو شراً. أي أن الدنيا لم تخلق للتصارع إنما خلقت للحب والمساواة بين البشر فعلام الانشقاق.. ضرب الرسول مثلاً في التسامح فلم يظلم أي بشر في تاريخ البشرية مثلما ظلم الرسول من أهله وعشيرته وعندما قدر عفا وذهب إلي مكة فاتحاً قال الرسول ماذا تظنون إني فاعل بكم قالوا أخ كريم وابن أخ كريم قال لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء.. هذا هو التسامح عند القوي فلابد أن نأخذ الحكمة والعبرة من الرسول عندما نقدر لابد أن نعفو ولا نتجبر هذا هو ديننا.
أسس الرسول مدرسة علي الحب والتقوي وكان من بين رجالها اسيادنا أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وقد ساروا علي نفس المبادئ بعد الرسول.
الرسول جمع كل شيء في كلمات قاطعة مانعة للتسامح حيث قال اذهبوا فأنتم الطلقاء بعد قوة وليس بعد ضعف وفي حجة الوداع قال المسلم علي المسلم حرام ماله ودمه وعرضه وقد اقتدت دساتير العالم الوضعية سواء الغربية أو الشرقية من هذه الكلمات الثلاث المانعات المال والدم والعرض والمتأمل لها يجد أن القانون الجنائي أخذ من الدم والمال في الاقتصاد والعرض في الأحوال الشخصية كل ذلك من أجل الحفاظ علي حياة البشر.
نحن الآن ما احوجنا إلي دستور رسولنا الكريم لم أجد في هذه الأيام المباركة وفي ذكري مولد سيدي رسول الله إلا أن أقدم التحية إليك يا حبيبي ونور قلبي وادعو الله أن يثبتنا في تلك الأيام التي اختلط فيها الحابل بالنابل.. وأن يتقي الله كل واحد منا فيما يقول ويفعل لأن علي كل كلمة رقيب عتيد.. الكلمة الشريرة أشد وقعاً من ضرب الرصاص أرجوكم من يقول كلمة لابد أن يعرف صداها قبل أن ينطقها إذا كانت خيراً أو شراً فسوف تثبت في أم الكتاب.. وقي الله شعب مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن ودعائي لله في الأيام المباركة أن يرحم شهداء مصر الذين فقدوا حياتهم جراء الفتنة وجعل الله كل نقطة دم سالت منهم وباء علي كل من فعلها وادعو الله دائماً أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان حفظ الله مصر من كل يد اثيمة تريد أن تفرق ولا تبني حفظ الله شباب مصر وشيوخها ونساءها وأطفالها وجعلها لحمة واحدة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف