ظاهرياً. هناك فرق كبير بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما. والرئيس المنتخب دونالد ترامب.. أوباما من جذور مشتركة. فأمه أمريكية بيضاء وأبوه أفريقي أسود. ينتمي إلي عائلة كينية مسلمة.. أوباما وصل إلي سدة الحكم بنضال السود وعلي رأسهم القس والناشط السياسي والإنساني مارتن لوثر كينج. الذي اغتيل عام ..1968 أما ترامب فهو السيد الأبيض الذي تكمن في داخله عقدة التفوق والعنصرية. أوباما مثقف. قرأ التاريخ والأديان وتعرف علي الإسلام منذ صباه. وعمل مع المسلمين في المجتمعات المحلية بعد تخرجه في الجامعة.. أما ترامب فقد انغمس في المال والأعمال منذ صباه. ورفل في النعيم ومازال.
الأهم من ذلك هو بداية كل من أوباما وترامب مع المسلمين. بدأ أوباما رئاسته بالتصالح ومحاولة استرضاء المسلمين. فقد زار القاهرة في 4 يونيه من عام 2009. وألقي في قاعة الاستقبال بجامعة القاهرة خطبة رائعة سميت "بداية جديدة" استهدفت تحسين العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي لإصلاح التشوه الذي أصابها أثناء فترة جورج بوش الابن.
تحدث أوباما عن المصالح المشتركة وضرورة الاحترام المتبادل وحقيقة أن الإسلام وأمريكا لا يتعارضان. بل إنه تطرق إلي القواسم المشتركة التي يلتقيان عندها ألا وهي العدالة والتقدم والتسامح وكرامة الإنسان. واستشهد أوباما بآيات من القرآن الكريم ووصلت كلماته إلي قلوب الجميع ومن روعة كلماته علق الفنان عادل إمام قائلاً: "كنت أعتقد أن أوباما سيصلي بنا".. وقبل الخطاب زار أوباما مسجد السلطان حسن بصحبة هيلاري كلينتون. وزيرة الخارجية آنذاك. ورفض ارتداء الخف المخصص للسائحين.
مع الأيام لم يستطع أوباما الوفاء بوعوده. ولم يستطع أن يغير أمريكا التي تحكمها مؤسسات وتؤثر فيها أفكار وتحالفات مختلفة ولوبيهات عديدة. وفي عهد أوباما ظهرت "دولة داعش" في سوريا والعراق وغيرهما. ويقال إنها صناعة أمريكية إسرائيلية غربية.
أما بداية ترامب مع المسلمين. فخشنة واستفزازية. فالرجل واضح وصريح. لا يخفي عداءه للإسلام حتي وإن قال إنه يقصد الإسلام المتطرف. ترامب وضع ولا يزال يضع علي موقع حملته الانتخابية منع دخول المسلمين إلي أمريكا.. اختفي الشعار ثم عاد من جديد.
المساعدون الذين عينهم ترامب لحكومته القادمة يتحدثون عن حرب عالمية قادمة ضد ما يسمونه الإسلام الراديكالي. تذكر منهم مايكل فلين. الذي اختاره ترامب ليكون مستشاره للأمن القومي.. قال: إنه مستعد لخوض حرب عالمية أخري. والحرب التي يتحدث عنها هنا هي حرب ضد الإسلام الراديكالي.. مكين تحدث عن هذه الحرب في أكثر من تصريح. كما تحدث عنها في كتابه الذي نشره الصيف الماضي بعنوان "ساحة الحرب.. كيف يمكن أن نكسب الحرب الكونية ضد الإسلام الراديكالي؟!".
صعود اليمين المتطرف ينذر بالخطر. لكن التطرف الإسلامي سبب رئيسي في ظهوره. لذلك ينبغي علي المسلمين أن يستدعوا الإسلام العقلاني. لكي يتعايشوا مع بقية "خلق الله".
انفجار الكنيسة..
مهما فعل الأشرار المجرمون الدمويون. فلن يستطيعوا تركيع مصر. أو أن يفِّتُّوا في وحدتها الوطنية.