الجمهورية
احمد الشامى
قيادة "المشروع الإرهابي".. بين الإخوان وداعش
كم هي صعبة لحظات الفراق. عندما نودع من نحب بعد أن سقطوا دفاعاً عن شرف وكرامة الوطن. نحتسبهم عند الله شهداء. لكن عزائنا الوحيد أنهم قضوا علي يد مجموعة من الإرهابيين الخونة أعضاء جماعة الإخوان الذين باعوا أنفسهم بالمال لقطر وتركيا. تربصوا بكمين شرطة في شارع الهرم بالجيزة وفجروه بعبوة ناسفة لتصعد أرواح 6 من رجال الشرطة الأبرياء إلي السماء. وما هي إلا ساعات حتي فجروا قنبلة ثانية علي الطريق الدولي بكفر الشيخ مما أدي لاستشهاد مواطن وإصابة شرطيين. وبعدها أعلنت حركة حسم الإخوانية مسئوليتها عن الحادثين. وبعد يومين فقط يفجر الإرهابيون الكنيسة البطرسية في العباسية ليسقط 23 قتيلاً و30 مصاباً ليتأكد العالم كله أننا أمام تنظيم إرهابي مسلح لا يمكن أن يعمل بالسياسة في يوم من الأيام. وأن حديث قياداته المأجورة عن المصالحة مع الدولة ليس سوي ذراً للرماد في العيون.
إن جماعة الإخوان التي اعتادت أن تخرج من الجحور مثل الأفاعي كل فترة للحديث عن "المصالحة" لتهدئة الأجواء سرعان ما تعطي الأوامر لعناصرها باغتيال أبنائنا من رجال الجيش والشرطة. لكن هجومهم الأخير يوم الجمعة الماضية علي كمين الشرطة المجاور لمسجد السلام في شارع الهرم يعني أن الجماعة لن تكف عن تنفيذ تعليمات الدوحة وأنقرة لمحاولة الضغط علي الدولة للعودة لتنفيذ سيناريو إسقاط الدولة. خصوصاً في الوقت الذي ستشهد فيه الفترة المقبلة عودة المزيد من الإرهابيين الذين ينتمون ل "داعش" من العراق وسوريا بعد أن أوشكت بغداد علي طردهم من الموصل. وكذلك تعرضه لهزيمة متوقعة في مدينتي حلب والرقة السوريتين. لكن هذا التنظيم لن يقر بهزيمته بل سيطلب من عناصره العودة إلي بلدانهم لتنفيذ مزيد من الأعمال الدموية. وجاء تفجير الكنيسة في اليوم التالي لصدور حكم بإعدام عادل حبارة.
التاريخ الدموي للجماعة يؤكد أن قيادة "المشروع الإرهابي" الذي تتبناه لإقامة دولة الخلافة لن ينتهي. وأصبح تحقيقه يتوقف علي التعاون بين الإخوان وداعش. فبعد أن كان العالم يتوقع نهاية الإخوان في ستينيات القرن الماضي. ولد من رحمها تنظيم "القاعدة" وبعدها خرج منها تنظيم "داعش" وحتي الآن لم ينته التنظيم رغم الحرب العالمية التي تسعي للقضاء عليه. ويأتي إعلان واشنطن تحرير مدينة الموصل قبل وصول ترامب إلي الرئاسة في 20 يناير المقبل. بالتزامن مع الحديث عن تحرير الرقة السورية. ليدفعنا إلي طرح السؤال الأهم هل بدأ العد التنازلي لنهاية الإرهاب في الشرق الأوسط؟ لكن يبدو أننا أمام عدد من السيناريوهات تتحدث عن مستقبل داعش بعد القضاء عليه "شكلياً" في العراق وسوريا. أولها الاختفاء فترة من الوقت. والثاني أن يعيد تنظيم صفوفه ويعود للظهور في مناطق أخري مثل شمال أفريقيا خصوصاً ليبيا والجزائر وكذا اليمن. ومن المحتمل أن تعود عناصره من المصريين للانضمام إلي التنظيم الأم وهو الإخوان.
وأقول لكم. إن الفترة المقبلة تؤشر لتلقي الجماعة المزيد من الدعم لتنفيذ عمليات عنف. في مقدمتها عودة الكثير من عناصر داعش إلي قواعدها الإخوانية. ولذا فكل المواطنين مطالبين بالتكاتف مع أجهزة الأمن لإفساد محاولات تحالف "داعش" مع الجماعة والانضمام إلي عناصرها المسلحة مثل حركة "حسم" وغيرها من التنظيمات العميلة لتنفيذ عمليات العنف والاغتيالات. كما يتعين علي أجهزة الأمن أن ترفع درجة الاستعداد بالمزيد من اليقظة بعد أن أصبحت كل الاحتمالات قائمة للتعامل مع الإخوان الذي يسعي إلي التحالف مع كل التنظيمات التي ولدت من رحمه من أجل قيادة "المشروع الإرهابي" في المنطقة لتكوين دولة الخلافة التي تعتبر نواة لكافة تنظيمات العنف لتنفيذ مخططات تقسيم الدول العربية. وهو ما يتطلب من كل شخص علي أرض مصر المشاركة في إعادة الاستقرار إلي بلادنا بعد أن بات القضاء علي الإرهاب أهم إنجاز يمكن أن نتطلع إليه في الفترة الحالية. حتي ننطلق إلي المستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف