يسرى السيد
مساجدنا كنائسهم.. وكنائسهم مساجدنا!!
تقدموا.. كل سماء فوقكم جهنم.. وكل ارض تحتكم جهنم.. تقدموا.. يموت منا الطفل والشيخ.. ولا يستسلم.. وتسقط الام علي ابنائها القتلي.. ولا تستسلم.. تقدموا!!
لم أجد الا قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم التي كتبها ضد جحافل العدو الصهيوني كي اتخذها مرتكزا لمواجهة جحافل التتار الجدد.. لماذا؟
لانني لا أجد فارقا يذكر بينهم وبين الصهاينة.. لا أجد فارقا بينهم وبين المحتلين الذين يقتلون أهل اي بلد حتي يحتلوها.. لكن الفارق بينهم ان مستعمر الأمس كان يقاتل جيوش البلاد التي يحاول احتلالها دون ان يدمر المباني ويحرق الاخضر واليابس ويسفك دماء العزل مثلما يفعلو هم الآن في العراق وسوريا ويحاولون في مصر.. فاذا كان الصليبيون يوما ما رفعوا الصليب وهو منهم براء لاحتلالنا وسفك دمائنا حتي جاء الناصر صلاح الدين الايوبي ليخرجهم من بلادنا.. فما اشبه الليلة بالبارحة.. التتار هم هم لكن تتغير راياتهم وشعاراتهم.. الهدف واحد مهما تتغير الزمن .. هو سفك بحار الدم.. اول امس كان التتار وامس كان الصليبيون واليوم متأسلمون.. ومثلما كانت الانسانية بريئة وغائبة عن التتار وكان المسيح متبرئا من الصليبيين فالاسلام براء من هؤلاء..
بأي دين قتلوا وبأسم اي اله يسفكون الدماء.. واين هي الانسانية من قلوب هؤلاء.. بأي ذنب قتلوا نساء او اطفال ذهبوا للصلاة في كنيسة في قلب القاهرة.. بأي مشاعر يسيلون بحار الدماء في قلب الكاتدرائية المرقسية أحد شرايين مصر الدينية التي تغذي قلبها بالحياة..
نعم أعرف ان الشيطان الاكبر هدفه محدد وواضح هو نشر الخراب والدمار في المنطقة وقد اتفهم دوافعه انطلاقا من ان الشر لا منطق له وان امبراطوريته لاتقوم الا علي انقاض الانسانية. لكن الذي يشغلني ويشغل الكثير من الباحثين كيف نجح هذا الشيطان في اقناع شباب في عز زهوة الحياة ان يخرجوا منها بحزام ناسف او سيارة مفخخة.. أي جنة تلك التي يعدون بها والطريق اليها ممتليء بالدماء والاشلاء والجماجم البشرية والحيوانية وانقاض الحياة.. أي جهاد هذا يكون ضد عزل وابرياء واطفال وشيوخ وبشر لاحول لهم ولا قوة ذهبوا للصلاة للرب في الصباح فكان الشيطان في طريقهم.
* "تقدموا.. بناقلات جندكم.. وراجمات حقدكم.. وهددوا.. وشردوا.. ويتموا.. وهدموا.. لن تكسروا اعماقنا.. لن تهزموا اشواقنا.. نحن القضاء المبرم.. تقدموا.. تقدموا"..
نعم اعرفوها بقي ولا تتغابوا.. لاسياراتكم المفخخة ولا احزمتكم الناسفة ولا قنابلكم حتي لو اصبحت نووية سترعبنا.. ودستوركم وقانونكم ليس لنا وصرختكم يا نقتلكم يا نحكمكم لاتنفع معنا لماذا؟
* يجيب سميح القاسم: "طريقكم وراءكم.. وغدكم وراءكم.. وبحركم وراءكم.. وبركم وراءكم.. ولم يزل امامنا.. طريقنا.. وغدنا.. وبرنا.. وبحرنا.. وخيرنا.. وشرنا.. فما الذي يدفعكم.. من جثة لجثة.. وكيف يستدرجكم من لوثة للوثة.. سفر الجنون المبهم.. تقدموا!!"
للأسف الشديد صوابهم طار بعد ان بدأت عروشهم الوهمية تتهاوي في العراق وسوريا وليبيا وهم يعرفون ان مصر كانت الغائب الحاضر وعودتها حتي لو كانت غير مرئية هي السبب وراء انكسار احلامهم باقامة امبراطورية الشر والموت والخراب في المنطقة.. للأسف ما أراه امامي هو مزيد من الافعال التي تخرج من يأئس ومحبط ببعد ان رأي احلامه تتهاوي ونهايته تقترب واتوقع المزيد منها.. اتوقع المزيد من الهجمات علي كنائسنا وقد تنقل إلي مساجدنا حتي تشتعل الفتنة التي يخططون لها وهو نفس السيناريو إلي تم تنفيذه في العراق مع تغيير بعض اطراف المعادلة.. هناك فجروا العتبات الشيعية كي تذهب اصابع الاتهام للسنة.. ثم فجروا مساجد السنة حتي تتجه اصابع الاتهام للشيعة وهكذا اندلعت الحرائق هناك.. وهنا دمروا وفجروا وحرقوا وقتلوا واسالوا بحار الدماء في الكنائس كي يلصقوا التهمة بالاسلام وليس بالعناصر التي تردي عباءته وهو منهم براء.. وغدا قد يفجرون ويدمرون ويحرقون ويسيلون دماء مسلمين في المساجد كي يلصقوا التهمة باقباط مصر وامعانا في ذلك قد يزورون بطاقات هوية مسيحية كي نجدها في مسرح الجريمة.. هكذا يخططون ولا يعرفون ان الدم المصري واحد من فصيلة نادرة لاتوجد الا في مصر ..مساجدنا كنائسهم وكنائسهم مساجدنا.. هكذا قالت سيدة ملتاعة في عز الحزن والفجيعة لو دمروا الكنيسة ح نصلي في الجامع.. معها حق.. هذه هي الفطرة الطبيعية للمصريين قبل ارتقاء ائمة التطرف والجهل للمنابر.