* في هذا الشهر وبالتحديد يوم 4 ديسمبر مر خمسون عاماً علي أول عرض قدمته فرقة البالية المصرية بعناصر مصرية خالصة وهو بالية "نافورة باختشي سراي" وهذا يعد الميلاد الحقيقي لفرقة البالية المصرية.
وصف لنا هذه التفاصيل مشكوراً د.يحيي عبدالتواب في مقاله الرائع عن هذه المناسبة.. ود.يحيي رائد من رواد البالية المثقفين والمتنورين والذي عاصر هذه الفترة وكان أحد الراقصين الأساسيين في هذا العمل الذي يمثل بداية نهضتنا الحضارية التي حرص عليها الرئيس جمال عبدالناصر ورسخها عملياً د.ثروت عكاشة.
المقال توثيقي مهم ويعد نقطة مهمة في تاريخ هذا الفن في مصر بالإضافة للآراء المستنيرة للدكتور يحيي ولكن السؤال أين فرقة البالية حالياً من هذا الحدث؟ ولماذا لم تحرص الأوبرا علي إنتاج هذا العمل وإضافته لريبرروتوار الفرقة؟ أو علي الأقل يكون هناك حرص علي الاحتفال يوم 4 ديسمبر نفسه أو تكون عروض هذا العام مميزة تحمل أفكاراً جديدة ويتم التنويه أن هذا بمناسبة هذا الحدث وتوجه الدعوة لفرق عالمية لتحتفل معنا.
وأعترف أنني استفدت شخصياً من مقال د.يحيي وخاصة انني لم أعاصر هذه الفترة التي تحدث عنها ولكني شعرت بالأسف لغفلة فرقة البالية المصرية والقائمين عليها.
* الحفل الذي أقامه معهد الكونسرفتوار في قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون وتعرفنا من خلاله علي فرق المعهد التعليمية جاء مفاجأة طيبة تحسب لعميد المعهد د.مصطفي جرانة ولرئيسة أكاديمية الفنون د.أحلام يونس التي حرصت علي الحضور ومشاركة الطلبة والتصوير معهم وتقديم التهنئة والدعم للأساتذة الذين قاموا بالقيادة والتدريب وكانت فقرة كورال أطفال البراعم التي بدأ البرنامج بها من أهم الفقرات حيث تفوقت السوبرانو د.تحية شمس الدين في القيادة والتدريب والأهم من كل هذا تقديم برنامج يليق بتلاميذ الكونسرفتوار من حيث تقديم أعمال عالمية صعبة في الأداء وأيضاً تناسب المراحل العمرية التي قدمتها كما جاء البرنامج متنوعاً بين المؤلفات العالمية والمحلية أيضاً كان غناء د.رضا الوكيل من فقرات الحفل ذات القيمة الفنية التي أيضاً تليق بالمعهد وكذلك فقرات الأوركسترات السيمفوني بقيادة د.محمود عثمان والطلائع بقيادة د.محمود بيومي والبراعم بقيادة د.سامي إبراهيم والنفخ بقيادة د.مجدي بغدادي.. أداء جميل تمثلت فيه كل أقسام المعهد وتريات ونفخ وإيقاع وغناء وبيانو ورغم كل هذا الجهد خرجت من الحفل وأنا أتساءل عن الغياب التام لقسم التأليف والقيادة فلم أجد قائداً منهم للفرق ولم تعزف إحدي مؤلفاتهم!!
* الفقرة السابقة كان لها بقية ولكن أثناء الكتابة داهمنا الخبر الحزين بتفجير الكنيسة البطرسية وحينها توقف القلم والتفكير واعتصرنا الحزن.. رحم الله شهداءنا المصريين وحسبي الله ونعم الوكيل.