المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. بدلاً من انتخابات المحليات
لا أعتقد أننا جاهزون لانتخابات المحليات. حتي مع صدور القوانين المنظمة لها. ليس لأن الدولة غير قادرة علي ذلك. ولكن لجملة من الاعتبارات. في مقدمتها الظروف التي تعيشها البلاد. والتربص الذي تكابده من كل صوب وحدب. والكلفة المادية العالية التي تمكننا من إجراء انتخابات هي عملياً أضخم كثيراً من انتخابات مجلس النواب. التي تكلفت وفق تقارير نشرتها صحف مصرية أكثر من ملياري جنيه. فما بالك بانتخابات ستجريها علي مستوي القرية والمركز والمدينة والمحافظة في كل أقاليم مصر.. لا شك أن الكلفة ستكون عالية. أضف إلي ذلك الترتيبات الأمنية واللوجستية الهائلة التي تحتاجها انتخابات من المفترض أنها الأولي بعد ثورتين. ينشدها الناس منظمة حد الكمال.
من هنا. أعتقد أن التفكير خارج الصندوق قد يكون أجدي. وعلي كل الأطراف أن تراعي الظروف التي يعيشها الوطن. وأن يتحلي كل فرد منا بقدر من نكران الذات وإعلاء المصلحة العامة. ولا أنادي بالطبع بإلغائها. وإنما بإرجائها. مع الوصول إلي صيغة تجعل من المحليات واقعاً بأكبر قدر من المصداقية التي ربما لن تكون كذلك في الصناديق.
وعملاً بـ "العصف الذهني" الذي تحدثت عنه سابقا. وطرح أفكار مختلفة. اقترح أن يتم تشكيل المجالس المحلية ممن شاركوا في الانتخابات البرلمانية الماضية. خاصة من الشباب. وأن يكون الاختيار بحد أقصي أربعين عاما "بالمناسبة عمري تجاوز 45" وسنجد لدينا مجموعة جري الاستفتاء عليها ومنهم من حصد أصواتا لا بأس بها. تنبئ عن قاعدة معتبرة في الشارع. ويمكن اضافة عدد من شباب وكبار الأحزاب إليهم وشباب البرنامج الرئاسي. يتم ترشيحهم من قبل أحزابهم. مع ممثلين للنقابات.. ساعتها قد تكون لدينا مجالس محلية يمكن التعويل عليها. واستثمار طاقاتها وافكارها التي طرحتها من خلال منابرها المختلفة. ويبقي أولئك وهؤلاء هم أبناؤنا الذين تصدوا للعمل العام. كل علي اختلاف النافذة التي أطل منها. وأزعم أن تشكيلا بهذه الصيغة قد يؤدي الغرض وزيادة إلي أن نصبح مستعدين لإجراء انتخابات محلية في ربوع الوطن. تكون وقتها احتفالا بالتخلص من كل بقايا الصراع الدائر بين من يحاولون الانطلاق بسفينة الوطن للأمام ومن يعرقلون تلك الانطلاقة وبذلك أيضا سنتيح أمام جهات الدولة الفرصة لتتفرغ لمعاركها الأهم علي كافة المستويات.
الفكرة تستند إلي مبادئ. لا سيما في اختيار من خاضوا انتخابات مجلس النواب الأخيرة. وأعرف شباباً حققوا مفاجآت في دوائرهم. غير أنهم لم يحالفهم التوفيق. وعلي سبيل المثال. كان هناك شباب نفخر به في دائرة مركز وبندر دمنهور. مثل محمد عبدالوهاب بهنسي وأحمد مدين الجندي ومحمد عبدالمقصود غنيم. وخاض الزميل الصحفي ياسر الشقيري تجربة شديدة الثراء في دائرته تلا والشهداء بالمنوفية في مواجهة أسماء وامكانيات ضخمة.. ياسر ومثله كثيرون بإمكانهم أن يقدموا أفضل مما ننتظره من الانتخابات التي ثبت انها بالضرورة لاتقدم الأفضل.
* ما قبل الصباح:
ـ في كل الأفكار.. المهم والفارق هو من يختار
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف