أثناء شرائى بعض المستلزمات من إحدى المحلات الرياضية دار حوار بينى وبين البائع ويبدو أنه من "إخوانا البعدة"
فكأى ست مصرية أصيلة احب الفصال مع البائع وإذا به حول الحوار لكلام سياسى ولما أصبح الشعب المصرى كله محلليين استراتيجيين وسياسيين بداية من سائق التاكسى والفكهانى وحتى السباك فلا عجب من أن يتكلم هذا البائع ويقول لى كل شئ فى البلد ارتفعت اسعاره والناس بتئن وتشكو فقلت له الحمد لله إن عندك بضاعة وواقفين نشترى ونبيع ونختار وتذهب للمخزن لتحضر ألوان مختلفة من البضاعة وتنام مطمئن على أولادك فى أمان ولا توجد دبابات ومجنزرات - أحدثهم بلغتهم - تقف أمام محلك كما يحدث فى بلاد مجاورة أليس هذا الأمان والحرية والكرامة لهم ثمن وسألته سؤال مباشر هل أنت إخوانى بالطبع قال لى لست إخوانياً ثم قال الخونة والرويبضة الذين يعيشون بيننا هم من قسموا المجتمع لإخوانى وغير إخوانى فقلت له وفى نظرك من هم الرويبضة فلم يجب !!!
فقلت له اقول لك من هم الرويبضة - وهى تعنى الشخص السفيه و الحقير - هو الإرهابى الذى قام بتفجير الكنيسة البطرسية يوم الأحد الماضى وقتل الأبرياء أثناء تأديتهم الصلاة
ما ذنب مارينا وفيرونيا شابتان فى عمر الزهور ذهبا ليصليا يوم الأحد الماضى مع والداتهما وإذا بيد الإرهاب الغادر تطفئ شمعتهما ونور حياة والديهما وتقتلهما مع ٢٥ آخرون من الأبرياء وتصيب نفس العدد وأغلبهم بإصابات خطيرة فى حادثة تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية
هاتان الزهرتان قتلا دون أى ذنب كان الله فى عون أمهما هذه السيدة التى كتب الله لها النجاة ولكن انتهت حياتها بوفاة ابنتيها قلبها الذى انفطر على فقدهما كيف سيتحمل لوعة الفراق وطعنة الغدر دعواتنا لها جميعاً بالصبر والسلوان وأن يبرد الله قلبها
ماذا فعلت زهرتا العمر ليقتلا على يد إرهابى خسيس تجرد من كل مشاعر الإنسانية والرحمة وقتل أرواح برئية بإسم الدين ، تعمد بحزامه الناسف أن ينهى حياة السيدات والأطفال بلا شفقة أو رحمة لضعفهم وقلة حيلتهم فهم ذاهبون بنية الصلاة والتقرب إلى الله بنفس راضية ولكن نفسه أمرته بالسوء ليرتكب فعلته الحمقاء ويسود حياة أسر هؤلاء الضحايا بل اتشحت مصر كلها بالسواد
تُرى هذا الإرهابى المجرم ذات الثانية والعشرون من عمره ما هى الأفكار التى اعتنقها حتى تؤدى به إلى أن يستبيح دماء سيدات وأطفال أبرياء مما يستلزم معه مراجعة وتنقية مناهجنا الدراسية فى المدارس والجامعات من كل الشوائب التى تحض على العنف ومراجعة خطابنا الدينى وتوعية شبابنا بالوطنية وصحيح الدين والأفكار الدينية الوسطية التى تدعو إلى التسامح والمحبة