شكرى القاضى
متي تتوقف "المجازر البشرية" في حلب؟
** الأمل قائم ما بقيت الحياة. فلا حياة بلا أمل. ولذا فإني مازلت متمسكاً بقناعاتي وثوابتي. وفي مقدمتها أن الله سبحانه وتعالي لن يتخلي عن عباده المخلصين. وأن المحنة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية حتما إلي زوال. وإذا كانت كافة التطورات ـ الدامية ـ علي الأرض العربية تبعث علي اليأس والاحباط. فإن عدالة السماء سوف تسود إن آجلاً وأن عاجلاً. ومن ثم فإني لا أملك سوي التضرع للسماء بأن يشمل المولي "عز وجل" الشعب العربي السوري في حلب برعايته ويرفع عنهم البلاء حتي تتوقف تلك المجازر البشعة في المدينة العربية المنكوبة. وإن كانت كافة المؤشرات حتي كتابة تلك السطور تشير إلي استمرار المذابح لعدة أيام أو لعدة أسابيع. فواقع الحال أن الغلبة للمشروع الإيراني في المنطقة. فالميلشيات الشيعية تصّر علي محاصرة قوات المعارضة في حلب وتصفيتها بالمخالفة للاتفاق الروسي ـ التركي الذي ينص علي خروج المقاتلين بأسلحتهم الخفيفة عبر الممرات الآمنة من شرقي حلب إلي الشمال السوري. لكن يبدو أن الموافقة علي خروج القوات المعارضة بأسلحتهم الخفيفة كان يهدف إلي تمييزهم. الأمر الذي فطن إليه الثوار. فاندمجوا بين المدنيين وتخلوا عن كافة المظاهر التي تدل علي هويتهم. وفي المقابل أدركت الميليشيات الإيرانية أنها لن تتمكن من اصطيادهم وعرقلت تنفيذ الاتفاق مشترطة خروج النساء والأطفال والشيوخ فقط. وبناء عليه تم تعليق عملية الخروج الآمن..!
** لفت انتباهي التصريح الخطير لوزير الخارجية الروسي أول أمس ومفاده أن موسكو لا تستطيع ضمان سلامة المدنيين من سكان حلب أثناء عملية الإخلاء. لأن القوات الروسية لا تسيطر علي الممرات الآمنة بالكامل. وإذا رفعنا غطاء الزمن عن سوريا. فسوف نري المشهد البشع علي حقيقته. فما يحدث في حلب يفوق الوصف.. الجثث تملأ الشوارع. والعالقون تحت الأنقاض بالمئات والأحياء يواجهون الموت بين لحظة وأخري. فلا طعام ولا دواء. ولا مأمن. فقد انهار كل شئ أمام قصف طيران الروس للأخضر واليابس. وبات من الصعوبة بمكان حصر أعداد القتلي والجرحي. فقد اتفق الجميع علي التزام الصمت حتي اشعار آخر..!
الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة تندد بالموقف الروسي الداعم للنظام السوري ليل نهار في كافة بياناتها وتصريحاتها رئاسية كانت أو غير رئاسية. فقد قررت الولايات المتحدة رفع يدها ـ مرحليا ـ عن تدعيم المعارضة السورية حتي تكمل القوات الروسية مهمتها. فقد اتفق الجميع علي استمرار المذابح حتي يتحقق السيناريو الصهو أمريكي في تفتيت الجيوش العربية وإقامة الشرق الأوسط الجديد ودعونا نرصد التصريحات الأمريكية المتباينة. فقد خرجت علينا مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بتصريح ناري تندد فيه بالنظام السوري وايران معا دون الاشادة للموقف الروسي قائلة "عار عليكم ما فعلتموه في حلب".. ومن قبلها وصف الرئيس الأمريكي بارك أوباما الأزمة السورية بأنها مجرد أزمة فلاحين.
وفي إشارة بالغة الوضوح للمعارضة السورية أعلن وزير الدفاع الأمريكي استون كارتر عن موقف بلاده من الصراع الدائر في سوريا قائلا بالحرف الواحد ان الولايات المتحدة لا تريد حربا مع سوريا باردة كانت أو ساخنة ولكنها ستدافع عن حلفائها".. في إشارة إلي حرص الولايات المتحدة علي أمن اسرائيل وتفوقها العسكري علي دول المنطقة كافة ولذا فقد تزامنت تصريحات الوزير الأمريكي مع تزويد اسرائيل وحدها من بين دول العالم بالمقاتلة الأمريكية إف ـ 35. والباقية تأتي..!
ْآخــــر الكـــلام:
وماذا بعد حلب..؟.. الاجابة مرعبة. فالجميع في انتظار المقصلة. وإذا لم يخرج القادة العرب عن صمتهم المريب.. ويشاركوا في صياغة الواقع الجديد متمسكين بوحدة الأراضي السورية. فلا أمل في وقف نزيف دماء العربية في الشرق الأوسط. ولا عزاء لعنصري الأمة العربية من مسلمين ومسيحيين..!!