شاهدت مقطع فيديو علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي لاحدي وحدات طب الأسنان ولاحظت مدي النظافة والدقة في العمل والأجهزة الحديثة وتصورت ان هذه الوحدة في احد مستشفيات الدول الأوربية الا انني فوجئت بلافتة تؤكد أن هذه الوحدة ما هي الا وحدة رعاية لعلاج الجذور بمستشفي الدمرداش الجامعي وتابع لكلية طب الأسنان عين شمس لم أصدق ذلك لما سمعناه منذ سنوات عن معاناة المرضي بمستشفي الدمرداش وسوء سمعة هذه المستشفي ودفعني الفضول الصحفي لمعرفة المزيد عما يحدث في هذه الوحدة وتواصلت مع طلاب الكلية الدارسين للحصول علي درجات علمية لاكتشف ان هذه الوحدة أسسها الأستاذ الدكتور ايهاب حسنين رئيس قسم علاج الجذور بطب أسنان عين شمس دون أن يكلف الجامعة أو الكلية أو الدولة مليما واحدا وانما اعتمد علي التخطيط السليم والزهد والترفع فمن خلال الرسوم المقررة بطلاب الدراسات العليا علي مدي أربعة سنوات تجمع مبلغ 6 ملايين جنيه وتم عقد اجتماع مع أساتذة القسم للتنازل عن المكافآت التي يحصلون عليها نظير الاشراف علي الرسائل والمحاضرات وتقدم رئيس القسم لرئيس الجامعة بمذكرة للموافقة علي ضم نسبة المكافآت المخصصة لهم الي حصة المشتريات التي يجب أن تنفق علي الأجهزة والمواد المستخدمة وعقب موافقة رئيس الجامعة تم تكليف ادارة المشتريات بالجامعة وبالأجهزة المطلوبة دون وسيط وتم التعاقد بين مشتريات الجامعة والشركات المصنعة بأمريكا وغيرها من الدول الأوربية وتم تجهيز الوحدة بالكامل ويقوم الدارسون بعلاج المواطنين بالمجان وفي فبراير الماضي قام د.الشيحي وزير التعليم العالي بزيارة الوحدة وأبدي انبهاره وتسأل هل هذا المكان في مصر وكنت أتصور أن وزير التعليم بعد ذلك ان يلقي الضوء علي هذا الانجاز ويتم تعميمه علي باقي أقسام مستشفي الدمرداش التعليمي لتصبح منارة تعليمية مميزة في مصر وفي جميع الجامعات المصرية وتسترد مستشفي الدمرداش سمعتها السابقة بأنها أفضل مستشفي جامعي بمنطقة الشرق الأوسط وانتظرت من وسائل الاعلام التي تهاجم كل شيء ان تقوم بزيارة هذه الوحدة والقاء الضوء عليها لتكون نبراثا للجامعات الأخري وان يتعرف المواطن العادي علي الأماكن التي يجد فيها غايته والعلاج المجاني بشكل أكاديمي مميز يقوم به نخبة من الأساتذة وعلي وزير التعليم العالي عرض هذا الانجاز علي رئيس الوزراء لزيارة هذا الصرح العلمي والعمل علي تعميم هذه التجربة علي مستوي الجامعات المصرية.