نعلم جميعا ان مصر اختارت الطريق الصعب. منذ ان قرر شعبها بوعي شديد الوقوف في وجه مخطط الشرق الأوسط الجديد. ذلك المخطط المسموم الذي انفق علية الحلف الصهيوامريكي مليارات الدولارات. وجند له آلاف العملاء. بهدف تفتيت دول المنطقة الي عدة دويلات طائفية ومذهبية وعرقية. فيما يمكن ان نطلق عليه ¢لبنة العالم العربي¢. حيث استطاع المصريون في ثورة 30 يونيو تغيير بوصلة العالم. ووقف هذا المخطط الذي كان قد اقترب كثيرا من الاكتمال. لذا لم ينس جميع المشاركين في هذا المخطط ما قام به الشعب المصري. لذا بدأوا مخطط آخر لتأديب المصريين ¢شعباً وقيادة¢ علي مواقفهم المختلفة بداية من الحصار الاقتصادي والسياسي. والاستنزاف العسكري في سيناء. ثم تدمير موارد الدولة عبر العمليات الإرهابية في كل مكان وما ينتج عنها من وقف الاستثمار. وضرب السياحة. إعاقة التنمية. وإشاعة الخوف. ونشر بذور الفتنة.
الواقع .. ان الوعي الشعبي المصري لا يجب ان يهتز ولو للحظة واحدة. لان ذلك معناه ان نفشل في كل ما حققناه. لذا فإن حادث الكنيسة البطرسية كان مقصوداً به المصريين جميعاً بمختلف دياناتهم. وعلينا ان ندرك ان الارهاب يريد ان يدفع كل من ساهموا في مشهد 30 يونيو سواء الجيش أوالشرطة أوالمسيحيين ثمن تأييدهم للدولة الجديدة. بزرع بذور الفتنة. وشق الصف الوطني. لذا يصبح كارثياً أن ينساق البعض وراء ذلك المخطط. وعلي الجميع ان يعلموا اننا جميعا مصريون وفقط. لا يجب ان نقع في فخ الطائفية البغيض. فهو المدخل الذي يحاولون دائما العودة منه لتنفيذ مخططهم المسموم. ويكفي ان يدرك شركاء الوطن ان الرئيس عبدالفتاح السيسي اول رئيس مصري يزور المسيحيين وكنائسهم في الأعياد للتهنئة. ويدافع عن حقوقهم الكاملة كمواطنين مصريين. وان تحملهم جزءاً من ضريبة الارهاب لا يعني ان ينقبلوا علي التلاحهم الشعبي. والوطني. وهو ما يجعلنا نقدر الدور الكبير للبابا تواضروس الثاني. بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. في احتواء الأزمة. وتغليب المصلحة الوطنية علي المصالح الفئوية.
ا مصر نعيش حرب حقيقية اخطر من الحروب التقليدية. أما ان نخرج منها منتصرين أو مهزومين. فلا مجال للتفاوض. ولا يمكن ان يكون هناك حديث عن مواءمة. فلن يقبل الشعب أي مصالحة مع من يرفعون السلاح لقتل ابنائه من الابرياء.
يبقي أخيرا.. علينا أن ندرك أننا إخترنا الطريق الصعب ونجحنا في عبور العديد من المطبات شديدة الخطورة. بداية من ثورة 30 يونيو وحتي الآن. ورغم الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار وعدم استقرار سعر الصرف. نجحنا في إقامة علاقات خارجية جيدة جعلتنا شريكاً في صناعة المشهد الدولي والإقليمي وتخلصنا من التبعية للغرب. حتي لو كان حجم الشراكة ليس كبير لكنه جيد ويمكن البناء علية. علاوة علي التجهيز لدولة جاذبة للاستثمار عبر تهيئة البيئة اللازمة لذلك سواء من خلال مشروعات البنية التحتية. والمشروعات القومية. إلا ان ذلك يحتاج الي خطاب إعلام واضح. يشرك الشعب في حقيقة ما يجري. علاوة علي اختيار حكومة جديدة تكون قادرة علي تنفيذ خطة الإصلاح الإقتصادي. ومواجهة الأزمة التي باتت تؤرق الشعب الذي تحملها حتي الآن بوعي شديد حرصا علي بقاء الدولة. وعدم الدخول في دوامة ما حدث في دول المنطقة مثل العراق وسوريا وليبيا. ويجب إذا أرادت الدولة العبور للمستقبل أن يشارك جميع المصريين بلا استثناء في معركة العمل والبناء والإنتاج حتي نصل إلي بر الأمان ونعبر الطريق الصعب.