حربنا مع الإرهاب مستمرة فهو لن يقبل أن يضيع حلمه الأخير بعد أن لمسه بيديه ونحن لن نعطيه الفرصة أن يعيد لنا الكابوس.. هي معركة سنفوز نحن فيها فلم يحدث ان انتصر ارهاب علي دولة وأقرأوا التاريخ.
لكن ولأنها حرب فهي مجموعة معارك سيكون النصر الجزئي في كل معركة لمن يملك المبادأة ويسبق الآخر بخطوات استباقية ومؤخرا نجح جيشنا في تحقيق انتصارات رائعة علي الإرهاب في سيناء فتسلل للداخل ليثبت للعالم أنه مازال موجوداً ولكنها "حلاوة الروح" كما يقولون.
واذا اتفقنا علي أن مقاومة الخونة وحملة السلاح لن تكون بالمواجهة الأمنية فقط بل بالفكر أيضا فهناك جانب ثالث وهام وهو الثقافة الأمنية فقط للشعب المستهدف في كل لحظة.
لذلك أدعو المهتمين بأمن المصريين أن يلقي نظرة علي محطات المترو بعد تأمينها بالبوابات الاليكترونية مفترض ان التحصينات التي تكلف الملايين لا تترك "ناموسة" تعبر لكن ما يحدث غير ذلك تماما حول كل بوابة يتكدس ثلاثة أو أربعة موظفين من شركات أمن المترو ويجلس معهم شرطي يجتمعون طوال الوقت في مكان واحد يتحدثون ويتسامرون في الصباح تمتد ولائم الافطار والبعض جاء "بغلايات" الماء لصنع الشاي واذا فرغوا من ذلك انصرفوا للحديث في الموبيلات والركاب منهم من يضع حقيبته والبعض الآخر يمر دون ان يلحظوه وتدور عشرات الشجارات يوميا حول رفض البعض وضع الشنط التي تحتوي علي المواد الغذائية بحجة الخوف من الاشعاع فيتركونها تمر.
الأكثر من ذلك أن كثيراً من هؤلاء الجالسين علي البوابات عقدوا صداقات حقيقية مع الركاب يقفون للحديث وتبادل النكات وهو أخطر ما في الأمر فالإرهاب قد يلجأ لتنفيذ مخططاته بسهولة من باب التعود وتكوين الصداقات.
وللحقيقة هذا يحدث في كثير من الأماكن التي تعتمد البوابات الاليكترونية والبعض يرفض الدخول عبر البوابة ولا يتخذ ضده أي اجراء مما يفقد هذا الجانب التأميني الهام هدفه خاصة وأن بعضها يكون معطلا وبفعل فاعل!!
ولا يستطيع أحد ان ينكر ان الكاميرات لعبت دورا هاما في الكشف السريع علي مرتكبي جريمة الكنيسة البطرسية لكن وكالعادة تركت هذه الأماكن الهامة بلا كاميرات وتم أخذ صور كاميرات البنك المقابل لذا فقد يكون من الضروري اصدار قانون يلزم كل منشأة بتركيب كاميرات كشروط للترخيص.
جانب آخر من هذه الثقافة مرتبط برد فعل بعض الجهات الأمنية علي بلاغات المواطنين.. تأتيني نداءات كل مرة بعد تناسب رد الفعل من البلاغ المقدم من كثير من المواطنين عن اشتباههم في شقة ما أو شخص ما مما يصيب البعض بالاحباط ويجعله لا يفكر أن يكون ايجابيا مرة أخري.. أعرف ان الجهات الأمنية لا تترك معلومة تصلها وان ظروف التعامل تقتضي أن يسير الأمر بهذا الشكل في معظم الاحيان لكن اشعار المبلغ بأهمية ما يقول هام ليضمن تواصله مع جهات الأمن لذا فقد يكون من المناسب ان يلقي مثل هذه البلاغات أشخاص مدربون.
الثقافة الأمنية للمواطن ضلع ثالث وهام في مكافحة الارهاب ولا أقل من أن تخصص لها برامج توعية مكثفة في كل وسائل الاعلام والتواصل فنحن في معركة وطن بأكمله وقد تكون أخطر المعارك التي تتعرض لها مصر علي طول كفاحها.